آخر الأخبار

اردوغان فى المتوسط






اردوغان فى المتوسط


 فى الحلقة الماضية سلطنا الضوء على علاقة اردوغان الأخيرة بالسراج فى ليبيا ومحاولة ترسيم الحدود والتغول على اليونان فى ترسيم الحدود البحرية...

الآن نشرح أهداف تركيا من وراء هذا الاتفاق :

أولاً: حكومة  فايز السراج هي حكومة إخوان مسلمين، ودعمها يعني دعم مشروع الإخوان

في العالم الذي تتزعمه تركيا، وبالتالي ستصبح على حدود مصر حكومة

 إسلامية إخوانية، والمستقبل يعني بؤرة توتر دائمة لزعزعة استقرار القاهرة.

ثانياً: تمدد تركيا في ليبيا عسكرياً سيمنح شركاتها أفضلية في مشاريع إعادة إعمار ليبيا وإستثمار ثرواتها الباطنية.

ثالثاً: تستورد تركيا 96% من حاجتها للبترول والغاز مما يكلفها 51 مليار دولار سنوياً.

ولا تملك أية موارد للطاقة ..  ولكن بعد الاتفاقية مع طرابلس ستصل إلى منابع الطاقة في المتوسط  فيخف عليها العبء .

رابعاً: بعد أن اخترقت أنقرة الخليج العربي بإنشاء قاعدة عسكرية في قطر تركز جهودها الآن على ليبيا... بزيادة نفوذها ووضع طرابلس تحت الحماية التركية يندرج ضمن مشروع إعادة إحياء الخلافة
 العثمانية الميتة وهو الحلم الذي يراود كافة الأتراك من حزب حاكم ومعارضة.


كانت مصر تدعم حفتر في حدود المتاح ..لكن المطلوب منها الآن دعم قوات حفتر بصورة علنية
للسيطرة على كامل التراب الليبي وإلغاء الاتفاقية وطرد تركيا....

 أي تباطؤ سيعني أن النيران ستصل القاهرة.... لماذا ؟

 تركيا  نقلت آلاف من الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة من إدلب إلى ليبيا علاوة علاوة

علي وصول إرهابيين من موريتانيا ومالي والنيجر وبوكو حرام في نيجيريا، سيجعل ليبيا محطّة رعبٍ

 قادم لأوروبا لتحولها لقاعدة إرهابية قريبة من حدودها..

فمابالنا بالحدود المصرية الأقرب ؟!!

لذلك ليس أمام مصر سوى التدخل العسكري إن كانت تريد اتقاء الخطر القادم من الغرب
 واشنطن تعارض ذلك ظاهرياً، لهذا لن تجد القاهرة بداً من التوجه أكثر نحو روسيا وفرنسا
ومعهما الإمارات والسعودية....!

نعود نذكركم  بما شرحناه من قبل عن الإتفاق الإستراتيجي بين  القاهرة وموسكو ...
المنافسة بين  واشنطن  وموسكو بدأت تتوضح في ليبيا، والدولتان تعتمدان مبدأ

“حرب الوكالة” التي ستقوم بها مصر وتركيا بدعم جبهتي القتال المتوقع ..

 خسارة روسيا في ليبيا يعني امتداد تأثيره إلى سوريا، وهذا يعيه بوتين بالتأكيد...

تركيا لن تتجرأ على مواجهة روسيا عسكرياً بسبب إحتياجها لها في مشاريع التسلّيح والاقتصاد،
 بالمقابل لا تريدُ روسيا أن تخسر تركيا بعد أن جذبتها في حضنها.
إمكانية التهدئة في الملف الليبي تكاد تكون منعدمة و صمت مصر يعني إستسلامها لأوهام
 العثمانللي  وهذا أمر مستبعد لأنه أصبح مسألة وجود.


الغرب يتهم روسيا بإرسال قوات غير نظامية للقتال في جبهات طرابلس
والإمارات بإرسال مقاتلي بلاك ووتر ..

 وواشنطن تسعى لتوريط الجميع في المستنقع الليبي....!

 زيارات محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والسيسي وحفتر لموسكو كانت تدور حول الدفع بإتجاه مواجهة روسية تركية...

 ستبقى واشنطن على مسافة واحدة من طرفي النزاع في ليبيا....!

 أكبر دليل أن قوات حفتر وصلت لضواحي  العاصمة طرابلس وكان بإمكانها دخولها،
 لكن البيت الأبيض أمر حفتر بعدم الدخول لعدم ثقتهم به رغم أنه عميل لهم...!

 فما الذي يضمن ألا يكون الروس قد رتبوا أمراً ما معه بانقلابه على الأمريكيين ؟!

الجزائر دخلت على خط المواجهة، بسبب  خوفها من سيطرة حفتر الذي تصفه بعميل فرنسا
 وإسرائيل، حيث تتهمه ببناء قاعدة إسرائيلية جنوب ليبيا....!


 فقد إجتمع حفتر مع المستشار الأمني الإسرائيلي من أصول كندية “آري بن مناشي” ومع عضو  حزب الليكود من أصل ليبي ومع ضابط من الموساد موشيه..

والوسيط هو رجل الأعمال الملياردير الليبي حسن  طاطاناكي....!

المشهد الليبي يبدو لنا قاتماً وشديد التعقيد، والشخصيات الليبية  الحالية  هي مؤقتة بما في ذلك  خليفة حفتر الشخصية المتلونة المزاجية التي لا تعرفُ صديقاً ولا عدواً....!

 الشعب الليبي يدفعُ الثمن دماً وأرضاً وممتلكات فهو الخاسر ..

 والرابح الأكبر دائماً هي الدول العظمى وطبعاً إسرائيل..

علي مصر أن تتأهب للسيناريو القادم

إرسال تعليق

0 تعليقات