آخر الأخبار

الاقتصاد والحرب






الاقتصاد والحرب

د. محمد إبراهيم بسيوني


الاقتصاد هو اللاعب المستتر من وراء ستار في الحروب اليوم.

 كل الحروب أهدافها اقتصادية في المقام الأول.

الحروب ذات الغطاء الديني في عصرنا هذا ما هي إلا أفخاخ صنعت ليقع فيها الأغبياء، فالأديان لا تنتصر بالحروب ولكن بالطرح بالحجة والإقناع و إعطاء الآخر القدوة والمثل.

النفط والغاز وموارد الطاقة هى من أهم عناصر الجذب، التى تستقطب نفوذ الدول وصراعاتها فى العالم، ولاسيما منطقة الشرق الأوسط.

من هذا الصراع خسرت العراق وسوريا أكثر من نصف مياههما لصالح تركيا وإسرائيل وإيران، وفقدتا السيطرة على أكثر من نصف أراضيهما وثرواتهما واستقرارهما.

 تدخلت روسيا فى سوريا، لمنع إمداد خطوط الغاز العربى لأوروبا عن طريق سوريا، لتظل هى القابضة على تجارة الطاقة والغاز فى أوروبا كلها وكان لها الغلبة.

كذلك حجب المياه عن مصر ما هو إلا وسيلة وخطة للضغط على مصر أيضا فى الصراع، لأخذ الغاز منها وسلب بعض أراضيها، ممن يهمهم أخذ أكثر من حصة مصر من المياه والغاز والأرض فى مقابل ترك لمصر بعض المياه الأساسية لها.

ففى ظل الصراعات على الأدوار فى الواقع الدولى الجديد، حيث يتداخل السياسى بالاقتصادى، نجد سباقًا محمومًا بين الدول لتحصين مكتسباتها من الموارد الخام.

إيران أصبحت لاعبًا إقليميًا لا يمكن تجاهله بعد سنوات من العزلة والعقوبات. وعلى الرغم من الحديث عن الانكفاء الأمريكى مرحليًا عن المنطقة، فى ظل سياسة الرئيس الأمريكى ترامب وغياب القطبية الأحادية، نجد أنّ البُعد الاقتصادى والبحث عن مواقع جديدة فى حركة الاقتصاد العالمى، لايزال هو المتحكّم بمسار الكثير من مجريات الأحداث والوقائع.

من هنا كان التدخّل الروسى المباشر على خط الأحداث فى سوريا، والتحالف الذى أنشأته السعودية، للإمساك باليمن كحديقة خلفية لحدودها ولممراتها المائية.

وكذلك التحالفات التى ترسم تحت عنوان محاربة الإرهاب والتطرف.

كل هذه التحالفات والحراك الدولى تجاه المنطقة وقضاياها، يصب فى خانة حماية المصالح الاقتصادية للدول، والحفاظ على حصة من الموارد والمكتسبات مع أى تسوية محتملة، فى القضايا والملفات الشائكة.

إذاً الشعب الواعى الباقى الحريص على أرضه وأسباب حياته يجب أن يساند القيادة والجيش المصرى للدفاع عن مصالح مصر فى الخارج والداخل.

وإن شاء الله تسلم مصر بشعبها وجيشها فى كل حين من كل أذى.


إرسال تعليق

0 تعليقات