الفقيه التنويري
المحقق النائيني
على الأصولى
شخص المحقق النائيني في بدايات الوعي السياسي الحديث للشيعة الإمامية الاستبداد
الديني،
فقد ذكر في كتابه ( تنبيه الأمة وتنزيه الملة) ما مضمونه :
أن الاستبداد الديني اخطر أشكال الاستبداد ويصعب علاجه إلى حد الامتناع بل
إن الاستبداد السياسي متولد من الاستبداد الديني، حيث إن الأول يفتقر إلى المقومات
الكفيلة بالحفاظ عليه، فهو مهدد دائما بالانهيار لأدنى سبب،
في حين إن الأمة تكون في الثاني مضللة ومخدوعة وتحسب ان ما يصدر من رجل
الدين المستبد من لوازم الدين، بينما هي نزعة فردية يتظاهر بها المتلبسون بزي
الرئاسة الروحية بعنوان الدين، والأمة الجاهلة تطيعهم باندفاع وثقة، لشدة جهلها
وعدم خبرتها بمقتضيات الدين وحقيقة هؤلاء، أنتهى
وكما تلاحظ فقد شخص هذا الفقيه الكبير والأصولي النحرير أس المشكل ولكنه لم
يشخص الأسباب الحقيقية لهذا المشكل، وإذا أردنا أن نشخص أصل الإشكالية على اختصار
فهي تكمن بأصلين لا ثالث لهما الأصل الأول تحريم الإطلاع على نحو الفتوى للآراء
المختلفة حد التغاير تحت عنوان حرمة بيع وشراء وقراءة كتب الضلال،
وهي دعوة ضمنية مفادها امتلاك الحقيقة التي لم يطلع عليها أحد سوى النخبة،
والأصل الثاني، وهو الأشد بحسب فهمي ومفاده عدم تهذيب مقولة التقليد الفقهي
وصيغته المهلهلة حد وصل الأمر في التقليد إلى المحاكاة على طريقة ولو دخلوا جحر ضب
لدخلتموه، وقد نبهنا على هذا الأصل في مقالات كثر ولا مزيد وهذه العجالة
0 تعليقات