راع الكراهة ومناهض للتطبيع
محمود جابر
من مسجد السيدة نفيسة " رضوان
الله عليها" شيع مئات الآلاف اليوم فنان الشعب، الفنان الشعبى شعبان عبد
الرحيم الشهير بـ " شعبلة"، الذى ناصر انتفاضة الشعب الفلسطينى بأغنيته
الأشهر " أنا بأكره إسرائيل "....
والتى عبرت عن نبض كل المصريين والعرب والأحرار والمناضلين .
اتهمت شبكة سي ان ان الإخبارية الأمريكية عبد الرحيم بالتحريض على مناهضة
التطبيع مع إسرائيل، في حين اعتبرها كثيرون على الجانب الآخر، تعبيرا عن نبض
الشارع المصري والعربي ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كينيث باندلر المتحدث باسم
اللجنة اليهودية الأمريكية قوله إن هو «راع للكراهية".
ولعل الجميع لم يسمع بغناء عبد الرحيم للحشد الشعبى العراقى وهى الأغنية
التى لو قدر لها الشهرة لكانت وضعت الحشد الشعبى فى موقع مختلف عن سوء التسويق
الاعلامى الذى لم يحسنه العراقيين أنفسهم، ولعل الازمة فى ذلك قضية مركبة منها جزء
فقهى وجزء سياسى مما لا نستطيع تناوله فى هذه المساحة لاختلاف المنهج فى كلا
الموضوعين .
ولد في حي الشرابية في القاهرة باسم "قاسم" ولكن أختار اسم
"شعبان" بالوسط الفني وحتى حياته الشخصية نسبة إلى ولادته في شهر شعبان.
لم يتلقى شعبان أى قدر من التعليم فى حياته، وعمل فى مهنة كي الملابس ويغني
لأهله وأصدقائه في الأفراح والأعياد والمناسبات قبل أن يسمعه صاحب أحد محلات بيع
الكاسيت، وينتج له شريطا مقابل مائة جنيه، فكاد شعبان يطير فرحا دون أن يدرك أنهم
يستغلونه ويبيعون أشرطته بعشرات الآلاف، إلى أن اشتهر شريطه "أحمد حلمي اتجوز
عايدة.. كتب الكتاب الشيخ رمضان".
وهي أسماء لمواقف للحافلات في القاهرة. وقد ذاع شريط شعبان عبد الرحيم
"ها بطل السجاير"، ولكن الاهتمام الإعلامي الحقيقي به بدأ مع أغنية
"أنا بكره إسرائيل"، فكثيرون تغنوا بالقدس، ولكن لم يجرؤ مطرب على التعرض
لـ"إسرائيل" بهذه المباشرة.
تولاه المغني الشعبي (أنور العسكري) بالتدريب على الغناء على طريقة المطرب الشعبي
(عبده الإسكندرانى)، وتعرف بعدها على الملحن الشعبي (وهبة الشاذلي) الذي عرّفه
بالمنتج (سيد عبد اللطيف) الذي أصدر له أول ألبوماته الكاسيت (أحمد حلمي إتجوز
عايدة) وقد حقق الألبوم قبولاً شعبيًا جيدًا بدون أن يشتهر (شعبان) نفسه.
وبرغم أنه قدم ألبوم شعبي ثاني بعنوان (كدّاب يا خيشة)
إلا أنه ظل مغمورًا لعدة سنوات، حتى جاء عام 2001 الذي قدم فيه أغنية شهيرة هي
(أنا بكره إسرائيل) في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية،والتي كانت سببا في
شهرته وأثارت ردود فعل عالمية.
اشترك في البطولة لفيلمين هما (فلاح في الكونجرس)
و(مواطن ومخبر وحرامي) للمخرج الكبير (داوود عبد السيد).
كما شارك في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية
والسينمائية منها: مسرحية (دو رى مى فاصوليا) مع الفنان الكبير (سمير غانم)،
(سامحوني ماكنش قصدي)، وأيضًا كمقدم برامج للبرنامج الكوميدي بعنوان (هات من
الأخر) على قناة (نايل كوميدي). في 2015 تلقى تهديدًا بالقتل من جماعة (داعش)
الإرهابية إثر أغنيته (أمير المجرمين) التي أظهرت السخرية منهم والاعتراض على
إرهابهم. ولعلها لم تكن اغنيته الأولى والأخيرة عن داعش بل سبقه أغنيته عن الحشد
الشعبى العراقى .
تميز شعبان بحسه الوطنى فى الرد على كل ما يهدد مصر
والعرب فكان رده على بوش فى أغنية/ كما رد على كل متطاول على مصر وكان أغنياته
دائما حديث الشارع المصرى .
توفى شعبان عبد الرحيم اليوم 3 ديسمبر/ كانون الثانى 2019
فى مستشفى المعادى وأقيمت عليه صلاة الجنازة فى مسجد السيدة نفسية رضوان الله
عليها .
0 تعليقات