آخر الأخبار

"دبلوماسية فخّ الديون الصينية"






"دبلوماسية فخّ الديون الصينية"


مجدى شعبان

سعت الصين خلال السنوت الأخيرة إلي التغلغل في اقتصاديات الدول الإفريقية سواء

خلال تمويل مشروعات في هذه الدول أو نقل بعض التكنولوجيات الحيوية وهو ما عزّز مركزية الصين في تنمية القارة التي تحتاج إلى حوالي 170 مليار دولار سنوياً لتطوير بنيتها التحتية والمحافظة على نموها الاقتصادي.

لكن ما يثير القلق هو أن الاستثمارات الصينية تنطوي على جوانب خطيرة؛ حيث تسعى الصين إلى إغراق الدول الفقيرة بالديون، ومن ثم تبدأ في الاستحواذ على الأصول الوطنية الإستراتيجية لتلك البلاد عندما تتخلف عن سداد الديون.

و20% من إجمالي الديون الخارجية للحكومات الإفريقية مصدرها الصين أي أكثر من نصف إجمالي الديون السيادية الإفريقية المستحقة للحكومات الأجنبية.

فكيف أصبحت الاستثمارات الصينية في إفريقيا مصائد ديون؟

20% من إجمالي الديون الخارجية للحكومات الإفريقية مصدرها الصين
في نوفمبر الماضي، أفادت صحيفة "أفريكان ستاند" عن خطورة تعرض كينيا لخطر فقدان أحد وأهم أصولها الإستراتيجية الوطنية؛ بسبب تراكم الديون الصينية عليها، وبعد مرور  أشهر قليلة فقط، بدأ الصينيون في التحرك للاستيلاء على ميناء "مومباسا" نتيجة فشل كينيا في سداد القروض الضخمة المقدمة من الصين.

ولتحقيق المزيد من الأهداف السياسية تركز الصين على المناطق التي يعيش فيها القادة الأفارقة الذين تتهم حكوماتهم بالفساد

وتم منح قرض صيني لكينيا يبلغ خمسة مليارات ونصف المليار لتطوير سكة حديد تربط مدينة مومباسا بالعاصمة نيروبي، واضطرت كينيا لرهن أكبر وأهم مرفأ بها "ميناء مومباسا" للحكومة الصينية، وذلك بسبب قروضها المتراكمة.

وكنتيجة للاستحواذ الصيني علي ميناء مومباسا سيضطر الآلاف من عمّال الموانئ الكينيين إلى العمل تحت سيطرة المُقرضين الصينيين، كما سيتم إرسال إيرادات الميناء مباشرة إلى الصين حتى سداد مبلغ الديون...!

وانضمت كينيا بذلك إلى سريلانكا، التي هي الأخرى خسرت أحد أصولها الإستراتيجية الوطنية لصالح الصين؛ ففي سبتمبر من العام الماضي تنازلت سريلانكا رسمياً عن سيادة الميناء الإستراتيجي  لمدة 99 عاماً بعد فشلها في الالتزام بدفع قروض صينية تصل 1.1 مليار دولار.

وفي سبتمبر من العام الماضي، فقدت زامبيا مطار "كينيث كاوندا" الدولي لصالح الصين؛ بسبب عجزها عن سداد الديون الصينية.
 ومن المتوقع أن تكون شركة "ZESCO"، التابعة لشركة الطاقة في زامبيا، من بين ضحايا الاستحواذ الصيني بعد التخلف عن سداد القرض... وحالياً زامبيا تجري محادثات مع الصين من أجل إقناع الصينيين لعدم استحواذ شركة الكهرباء..!

ومنذ تولّي الرئيس إدغار لونغو السلطة في زامبيا، وقّعت بلاده ما لا يل عن 8 مليارات دولار أمريكي لتمويل المشاريع الصينية، والمحزن أن وزارة المالية الزامبية ليست لديها القدرة على سداد هذه الديون، مما يجعل خطر الاستيلاء على أصول وطنية أخرى أمراً قائماً.

وتعدّ جيبوتي؛ البلد الواقع في القرن الإفريقي في قلب مشروع "الحزام والطريق"الذي
 يعزز أهداف بكين التجارية والعسكرية

 ويمثل طريق القطار السريع الذي يربط إثيوبيا بجيبوتي بتمويل صيني إحدى خطط مبادرة "الحزام والطريق" العالمية، وهي مزيج من الإستراتيجية الاقتصادية والسياسة الخارجية، والهجوم الساحر الذي يغذيه سيل من الأموال الصينية، ويهدف إلى إعادة رسم توازن التحالفات العالمية.

و تنفذ الصين مشروعات أخرى كبيرة في البنية التحتية في جيبوتي، بعضها من خلال الشركات المملوكة للدولة والتي تتبني برنامجاً لتطوير البنية التحتية بقيمة 12.4 مليار دولار، ويتم تمويل معظمه من خلال قروض من بنك التصدير والاستيراد الصيني...!


وتعطي الصين أهمية خاصة لجيبوتي، بسبب موقعها الإستراتيجي، وأيضاً بسبب تواجد قوة عسكرية أمريكية هناك، تضمّ 4000 عسكري؛ فالصين لا تريد أن تكون واشنطن هي الوحيدة التي تسيطر على طرق الملاحة؛ لأنّ هذا يمكن أن يعارض مصالحها وهو ما دفع الصين إلى إنشاء أول قاعدة عسكرية أجنبية لها في جيبوتي، وبذلك تكون بكين قد ضربت بعرض الحائط أحد الثوابت التي كانت تدافع عنها وأبرزها، وهو عدم التدخل عسكرياً في شؤون الدول الأخري
وفي تقرير أصدره  صندوق النقد الدولي : إنّ "الدَّين العام لجيبوتي، الذي تعود حصة الأسد منه إلى الصين، ارتفع من 50% إلى 85% من الناتج المحلي الإجمالي، على مدار العامين السابقين وإنتقد صندوق النقد الدولي الحكومة الجيبوتية لسقوطها العميق في شرك الديون الصينية.

وفي الصومال أيضاً؛ أعلن بنك "Exim" الصيني موافقته على إعطاء قرض بقيمة 200 مليون دولار لإعادة بناء ميناء مقديشو، وفي مقابل ذلك؛ ستكون للبنك حقوق حصرية في الصيد على ساحل الصومال، وسيحتفظ بملكية جزئية للميناء حتى يتم سداد القرض بالكامل.

وتشير دراسة أجرتها "وكالة ماكنزي الأمريكية"؛ إلى أنّ أكثر من 1000 شركة صينية تعمل حالياً في إفريقيا، وتتحدث بعض المصادر عن وجود 2500 شركة صينية في القارة، 90% منها شركات خاصة، فيما توقعت الدراسة نفسها أن تصل قيمة الأرباح المالية التي تجنيها الصين من إفريقيا، بحلول عام 2025، إلى 440 مليار دولار؛ أي بزيادة قدرها 144%.

هكذا يتغلغل التنين الأصفر في مفاصل القارة السمراء تدريجياً ..

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. يوم سعيد ، اسمي الدكتورة روزماري ألبرت من أستراليا ، أنا طبيبة ومتزوجة من فيلسوف. قبل بضع سنوات ، كنت عالقًا في وضع مالي وكنت بحاجة إلى مساعدة مالية لسداد فواتيري وكذلك بناء مستشفي الخاص. حاولت السعي للحصول على قروض من مختلف شركات الإقراض سواء الخاصة أو الشركات ، ولكن دون جدوى ، كما رفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن بأعجوبة ، تعرفت على شركة القروض الخاصة (مؤسسات ائتمان القروض) من قبل صديقة تُدعى السيدة فيليسيا وحصلت على مبلغ قرض قدره 470.000.00 دولار أمريكي (دولار أسترالي) واليوم قمت بتسوية كل ديواني وبنيت المستشفى. عزيزي ، إذا كان يجب عليك الاتصال بأي شركة فيما يتعلق بالحصول على قرض بسعر فائدة منخفض بنسبة 2٪ وخطط وجداول سداد أفضل ، من فضلك أنصحك بالاتصال بمؤسسات ائتمان القروض ، وستحصل على قرضك بسهولة. إنهم لا يعرفون أنني أفعل هذا ولكني سعيد للغاية الآن وقررت أن أجعل الناس يعرفون المزيد عنهم ، فهم يقدمون جميع أنواع القروض للأفراد والشركات على حد سواء ، كما أريد أن يباركهم الله أكثر وأكثر. يمكنك الاتصال بهذه الشركة من خلال هذا البريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@gmail.com) أو WhatsApp: +393510483991

    ردحذف
  2. يوم سعيد ، اسمي الدكتورة روزماري ألبرت من أستراليا ، أنا طبيبة ومتزوجة من فيلسوف. قبل بضع سنوات ، كنت عالقًا في وضع مالي وكنت بحاجة إلى مساعدة مالية لسداد فواتيري وكذلك بناء مستشفي الخاص. حاولت السعي للحصول على قروض من مختلف شركات الإقراض سواء الخاصة أو الشركات ، ولكن دون جدوى ، كما رفضت معظم البنوك ائتماني. ولكن بأعجوبة ، تعرفت على شركة القروض الخاصة (مؤسسات ائتمان القروض) من قبل صديقة تُدعى السيدة فيليسيا وحصلت على مبلغ قرض قدره 470.000.00 دولار أمريكي (دولار أسترالي) واليوم قمت بتسوية كل ديواني وبنيت المستشفى. عزيزي ، إذا كان يجب عليك الاتصال بأي شركة فيما يتعلق بالحصول على قرض بسعر فائدة منخفض بنسبة 2٪ وخطط وجداول سداد أفضل ، من فضلك أنصحك بالاتصال بمؤسسات ائتمان القروض ، وستحصل على قرضك بسهولة. إنهم لا يعرفون أنني أفعل هذا ولكني سعيد للغاية الآن وقررت أن أجعل الناس يعرفون المزيد عنهم ، فهم يقدمون جميع أنواع القروض للأفراد والشركات على حد سواء ، كما أريد أن يباركهم الله أكثر وأكثر. يمكنك الاتصال بهذه الشركة من خلال هذا البريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@gmail.com) أو WhatsApp: +393510483991

    ردحذف