اللبلبي .. قاهرة
الشتاء
رسالة النيل
الأكلة الشعبية الأولي في شوارع {اللبلبي
هو أكلة شتوية بإمتياز حيث يعتبرها العراقيون أكلة مقاومة للبرد حيث تعرف بأوقات
الذروة لاستهلاكها خصوصاً في الأيام الباردة في الصباح الباكر أو في المساء..}
في كتب التأريخ عثر على دراسة تفيد
بأن حبة الحمص غيرت مجرى التأريخ، أذ كانت عل الأرجح وراء أنبعاث حضارة بلاد ما
بين النهرين وأن القدماء في تلك المنطقة قد لجأوا الى زراعة الحمص وتناولوا
أنواعها رغم صعوبة نموها، وتوالت السنين وأصبحت من الأكلات الشعبية الشتوية، وفي
أيام الطفولة وعند الخروج من المدارس يتجمع التلاميذ عند بائع اللبلبي وهو واقف
بجانب عربة اللبلبي وصوته القوي ونبرته الموسيقية وهو ينادي:
( مالح وطيب لبلبي،وكذلك يا لبلبي ويا لبلوب....وبعانة ترس الجيوب)
وترى لمة الصبيان وتآلف القلوب والضحك المتواصل وهم يأكلون اللبلبي، وهذه
الطقوس سواء بالبائع أو من يشتري اللبلبي موجودة في كافة المناطق وتمتاز دوما
ببائع اللبلبي ذوا الحنجرة القوية وصوته الجهوري، اللبلبي وهو الحمص الذي ينقع
ويتم غليانه مع الملح وقليل من الكركم لأعطاه اللون الأصفر، وبعض الباعة يضعون
دجاحة في القدر وتبدل كل أسبوع أو أكثر، كان بعض بياعي اللبلبي يوفرون زجاجات
الليمون دوزي أو عصير النارنج أوالخل والفلفل الأسود، ولقد تطورت العربات وأصبحت
لها أماكن لبيع اللبلبي وبأستخدام الموسيقى وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد
الحليم وغيرهم.
اللبلبى موجود ايضا في تونس وهو كذلك يعتبر الاكلة الشعبية الاولى مكونة
أساسًا من الحمص والكمون وقطع صغيرة من الخبز، ويمكن أن يضاف إليها عادةً أحد أو
كافة المكونات التالية: بيضة، زيت زيتون، هريسة، قبار، تونة، زيتون. كما يمكن أن
يضاف إليها أيضاً لحم فخذ البقر ليصبح اسم الأكلة هرقمة..
الجدير بالذكر أن اللبلبي هو أكلة شتوية بامتياز حيث يعتبرها التونسيون
والعراقيون أكلة مقاومة للبرد حيث تعرف بأوقات الذروة لاستهلاكها خصوصاً في الأيام
الباردة في الصباح الباكر أو في المساء، و يعود ذلك بالأساس إلى طبيعة الأكلة
الحارة واللاذعة.
وتبقى دائما أكلة الفقير فثمنها في متناول الجميع رغم ما تحمله من فوائد
صحية عديدة سيما في فصل الشتاء، فبمجرد تناولها يشعر الإنسان في فصل الشتاء
بالدّفء ويقي جسمه من نزلات البرد.
0 تعليقات