آخر الأخبار

التنوير بين الاعتزال والعلمنة






التنوير بين الاعتزال والعلمنة

على الاصولى

من مخرجات العولمة هي الحركات التحررية التنويرية في العالمين العربي والإسلامي، فالتنوير خليط بين العولمة من جهة، وأصول إعتزالية من جهة أخرى،

هدف التنوير هو تقريب الشرائع، بعد إعطاء العقل سلطة مطلقة بفهم النص بمعزل أدواته التي استلت من نفس الدين،

وبهذا تجد أصحاب الاتجاه التنويري لهم تفسيرات دينية فقهية وعقدية للنص وما لا يصدم الأساسات العلمانية في العالم الغربي، ولا يجد هذا الاتجاه اي غضاضة بقبول الفكر الغربي الذي هو نتيجة خبرات وإجتهادات بشرية ( سياسية اقتصادية اجتماعية ) ويجد حرجا بقبول تفسيرات أئمة الدين (ع) إذ أن أصحاب هذا الاتجاه يحاول أن يقلل من افهام هؤلاء الأئمة وفي احسن الحالات يتقبلون افهمامهم ولكن بالتالي يعتبروها تأريخانية لا إطلاق فيها في غير ازمنتهم

ودعوى تأريخية النص مقبول عند المدرسة الأصولية لكنها تعتبرها إستثنائية وإلا فالأصل هو الإطلاق في عموم النصوص ومن خالفهم يحتاج إلى دليل بحجم المدعى لا كلمات إنشائية يسطرها بعضهم على غرار تقليد الغير من أصحاب الدعاوى في العالم العربي،
فقبول القراءة الأخرى ( الشاذة ) تبرر عندهم بداعي التقريب والتطور المجتمعي في قبال هذه القراءة تجدهم عطلوا النصوص وردوها بداعي القراءة التنويرية،

 فأحيوا عينًا سادة.. وورثوا أفكارًا شاذة.

 فهم ثمرة تطور تاريخي للمدرسة الاعتزالية والتي تعتمد على العقل المجرد في فهم النص بشكل عام لتأثرها ببعض الفلسفات الإنسانية مما أدى إلى صياغتها وما وافق عصر الحداثة والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضا.. والبيضة تفقس على فكر الحاضنة.. وما هذا الفكر إلا نتاج من الفكر الاعتزالي وشائبة من شوائب الفرق البائدة إن رفعهم لشعار الإصلاح ما هو في الحقيقة إلا غطاء لتمرير أجندة فكرية تتعارض مع الإصلاح الحقيقي..

 وهي مخادعة إبليسية سنها لهم رائد الإصلاح التنويري في زمانه بقوله: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} ..
 إن المشروع الإصلاحي بمفهومه العام مشروع أمة ومنهاج نبوة {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} .. والمدنية قامت مع الشريعة لا عنها.. والإصلاح السياسي جزء من منظومته.. وقد عني به غير واحد خير عناية.

-قد تسأل ما التنوير ؟!

التنوير اصطلاحا هو الاستخدام العام لعقل الإنسان في جميع القضايا.. وتبني شعار (لا سلطان على العقل إلا للعقل ) وهو شجاعة استخدام العقل ولو كان ذلك ضد الدين وضد النص والدعوة إلى تجاوز العقائد الغيبية.. والإيمان بقدرة الإنسان الذاتية على الفهم والتحليل والتشريع. وتجاوز النص الديني أو إهماله أو تفسيره تفسيرات بعيدة عن سياقه وعن قواعد التفسير الموضوعي، وهو الدعوة إلى المنهج التجريبي الحسي المادي واعتباره المنهج الوحيد الجدير بالثقة والاتباع،

وكيفما اتفق: الغلو في نقد مدرسة أهل البيت (ع)  وإظهار جمودها وانغلاقها على الواقع المعاصر مما حدا بكل الناقمين عليها والمخالفين لها أن ينظموا في خندق هذا التيار مع تباين أطيافهم وانتماءاتهم الفكرية من الوضوح بمكان،
وفلسفة الاعتماد في تفسير النصوص الشرعية والأحكام الثابتة على العقل المجرد والمصلحة الذوقية وتأويلها وتنزيلها على الواقع من خلال هذه الرؤية باعتبارها الأوفق لحياة الناس المعاصرة , ونقد الكثير من القواعد الأصولية بحجة تضييقها لمساحة المباح والعفو في الشريعة الإسلامية، دعوى لم نجد ما يساعدها من دليل متين.


إرسال تعليق

0 تعليقات