أوروبا و نوايا العودة

أوروبا و نوايا العودة

مجدى شعبان

يحاول ترامب سحب القوات الأمريكية من جميع مسارح العمليات الخارجية إنطلاقاً من مخاوف مالية... لذلك وافق مؤخرا على نشر جنوده  في السعودية مشترطاً أن تدفع لهم الرياض أجوراً مجزية مماثلة لما تدفعه للمرتزقة...

كان يأمل حلف الناتو أن يصبح حلفاً عالمياً ليس فقط ضد خصمه التقليدي الروسي،  ولكن أيضاً ضد الصين. وعندما أعلنت إدارة أوباما أن القوات الأمريكية ستترك الشرق الأوسط...

 إلى الشرق الأقصى قررت أيضاً مغادرة أوروبا لمتابعة التحرك إلي محور آسيا .

 لن تبقى القوات الأمريكية إلا في البلاد التي تدفع لهم أجور بقاء تلك القوات،

 أما رحيل القوات الأخرى فسوف يجري تعويضها من خلال إنشاء قوات أوروبية جديدة.

وفي هذه الحالة سيصبح ممكناً إرسال قوات أوروبية تحت قيادة الناتو، لتحل محل القوات الأمريكية المنسحبة من الشرق الأوسط.

ألمانيا تتلهف للعب دور من جديد على المسرح العالمي كانت قد حرمت منه بعد هزيمة النازية ..

 وفي الواقع تدرس برلين الطريقة المثلي التي تمكنها من لعب دور عسكري بدون الحاجة إلى إعادة تسليح جيشها على نطاق واسع.

وفي عام 2017، دعا مركز أبحاث الحكومة الألمانية إلى تولي القيادة الأوروبية داخل حلف الناتو بدلاً من بريطانيا وفرنسا لكن المشاكل السياسية الداخلية لحكومات ميركل المتتالية أدت إلى تأخير هذه الإستراتيجية.

من هنا كان اهتمام بل قل إصرار إنجيلا ميركل علي عقد مؤتمر في برلين لرسم مستقبل ليبيا.

أقترح الرئيس الأمريكي تمدد الحلف الأطلسي ليشمل الشرق الأوسط على نطاق أوسع، تحت مسمى "ناتومي"  NATOME

يجري الحديث اليوم عن جنود أوروبيين لفرض السلام الأمريكي على المنطقة بكاملها.

وهو اشرنا إليه حين ألمحنا لعودة الاستعمار الأوروبي بقوة لمنطقتنا.