الشيعة والثورة
عز الدين محمد
منذ أن اندلعت ثورة تشرين المجيدة في مناطق الجنوب والوسط، كان هناك عتب من
كثير من أبناء الانتفاضة الذين رغبوا أن يروا إخوانهم في الأنبار وصلاح الدين
والموصل معهم، حتى تأخذ الثورة صبغةً وطنية شاملة.
ورغم مشاركة كثير من أبناء هذه المحافظات مع أخوتهم في ساحة التحرير، بل
وحتى من أربيل والسليمانية إلا إني شخصيا كنت أتمنى أن يحدث ذلك في تلك المحافظات.
إلا أنّ اعتقد مع ذلك بأنّ حصولها في المناطق الشيعية له أهميته بعيدة المدى، وذلك
لأنه تمّ تصوير الشيعة على أنّهم أداة المشروع ألأمريكي.
لم يكن احتلال العراق عسكريا هو الأخطر، بل كان الأخطر تصوير الشيعة كطائفة
خائنة لا تؤمن بالوحدة، ولا بالدولة، وهو مشروع عملت عليه قوى دينية متشددة لا
سيما من الخط السلفي الوهابي الذي كان يعمل على تقديم صورة سلبية جدا عن الشيعة أمام
المسلمين والعرب وتصوريهم على أنهم امتداد لخيانة ابن العلقمي بحسب رؤيتهم.
إلا أن ما حدث غير كل شيء، لقد كان حدثا كبيرا أعاد الأمور إلى نصابها،
وصحح الواقع والتصّور معا.
الآن سقطت المؤامرة، لقد انتصر شيعة العراق لهويتهم الوطنية، ولعروبتهم،
ومزقوا صفحة العار التي أريد أن تلصق بهم.. لقد وقفوا بشجاعة ليثبتوا كما كانوا في
ثورة العشرين في مقدمة المتصدّين لمشروع الاحتلال، ومجابهته فكريا وسياسيا.
0 تعليقات