آخر الأخبار

التيار الصدري.... والمظاهرة المليونية





التيار الصدري.... والمظاهرة المليونية

عز الدين محمد

لقد كان للتيار الصدري شرف الجهاد ضد أمريكا والتصدي لمشروعها، وكان لهم أيضا موقف في رفض أي تفاهم امني مع أمريكا، إلا أن الاتفاقيات عقدت في النهاية، وبعدما أصبح التيار جزءً رئيسيا من العملية السياسية كان يفترض أن تتم مقاومة هذا التواجد عبر العملية السياسية والتشريعية والإعلامية.

وهذا ما فعله التيار، عندما تغير توجهه وصار تركيزه الأكبر ع وبشكل خاص ضد الفساد وتحت شعار "الإصلاح" رغم ان هذا التوجه لم يتجاوز أبدا مرحلة الشعار والشعار فقط.

ان موقف التيار القديم ضد الاحتلال، لا يعني الدخول تحت قاعدة "افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم" فالحياة مواقف وامتحانات مستمرة.
عندما حدث الهجوم على القاعدة الأمريكية في كركوك وما تلاه من قصف أمريكي إجرامي أدى الى استشهاد عدد كبير من أبناءنا أبطال الحشد الشعبي صدر بيان من السيد مقتدى الصدر انتقد فيه ما حصل واتهم جهات بأنها أججت الموقف لتؤثر على انتفاضة الشعب.

وكرر نفس الموقف والخطاب عندما تم الهجوم على السفارة الأمريكية، وكان رأيا صائبا ودقيقا لسماحة السيد.

فجأة ومع إعلان "الناصرية" قلعة الثورة عن وضع تحديد زمني لتنفيذ المطالب؛ وإذا بالسيد الصدر يعلن عن مليونية ضد الاحتلال الأمريكي.  

لهذا تفاجأت ككثير من العراقيين من يحبون ومن يكرهون التيار الصدري من الدعوة الى هذه المظاهرة التي جاءت في غير سياقها والتي أريد لها أو ستكون طوق نجاة للقوى الفاسدة و"الوقحة" كما كان يسميها.

كنت أرجو أن يكون هناك من يشير على سماحة السيد، ويبين له خطأ قراره الذي ربما يؤدي في أقل درجة إلى قطيعة مع الجماهير، وأما الأخطر فهو أن تستغل هذه الخطوة من الفاسدين لضرب المتظاهرين.

ما ارجوه من سماحة السيد مقتدى الصدر أن يرجع إلى بلده، وأن يكون مع أهله، وأن يترك الدراسة الآن في قم، فلا معنى لحضور درس بالفارسية لمن لا يتكلمها، واذكره سماحته بأنّ هناك مئات الآلاف من طلبة العراق ومن الفقراء من أبناء جلدته وأخوته من الجنوب والوسط اختاروا الإضراب رغم صعوبة قرار كهذا لأنهم تحملوا المسؤولية التي لم تتحملها الطبقة السياسية.

ما أرجوه من سماحة السيد أن لا يضع حاجزا نفسيا كبيرا بين الشعب وبين أبناء التيار، وهم الذين كانوا رأس الحربة في كلّ حراك وفي كل مظاهرات، وهم الأكثر فقرا وتضررا والأكثر تضحية.

الأمر الآن خطير، والمؤامرات تحاك من كل جانب، والفاسدون نعرفهم جيدا، وأنت أعرف بهم، هؤلاء الذين استغلوا دماء الشهداء ليتحولوا الى إمبراطوريات مال وفساد.

سماحة السيد أرجو ان تسحب خطتك للمظاهرة المليونية، فليس كل خطأ يمكن أن يستدرك..

اللهم إنا نستودعك العراق وأهل العراق.

إرسال تعليق

0 تعليقات