آخر الأخبار

الطبقة الوسطى عندما خانت نفسها.. الجريمة والعقاب






الطبقة الوسطى عندما خانت نفسها.. الجريمة والعقاب

خالد الأسود

الهري على السعودية كل ما تأخذ خطوة للانعتاق من ثقافة الموت غير مفهوم  عندي.

الهري والسخرية  والاستظراف من ناس محسوبة على القوى المدنية اللي المفروض رافضين لحكم السلفيين والإخوان أعتبره حالة عجيبة.

ماتفعله السعودية بسلاسة ينم عن مجتمع تواق للتحرر من كهنوت الملالي..

التعليم والسفر والانفتاح على الوافدين منح المواطن السعودي رحابة، تجربة الحكم الديني والمطوعين طعمتهم ضد الأوهام الرومانسية عن دولة الكهنوت.

كل يوم يكشف المجتمع المصري أنه مازال غير مؤهل لتجاوز زمن  العثمانيين، صحوة محمد علي تم وأدها بعد قرن واحد عندما وجد مدرس الابتدائي القروي وشلة الصنايعية الأميين حاضنة شعبية لجماعته ..

محاولة عبد الناصر للسيطرة على  الخطاب الديني ونهضته الثقافية لم تصمد أمام مجموعة المعممين الذين أطلقهم السادات على عقل ووجدان الناس ..

مبارك اعتقد في سنوات حكمه أنه قادر على محاربتهم بالتنمية والطفرة الاقتصادية،  حاول حصارهم وتححيمهم، خانته الطبقة الوسطى التي راهن عليها..
عندما  ارتفع مستوى دخول الطبقة الوسطى توقع مبارك أن يلفظوا  ثقافة الموت والقبح التي زرعها شيوخ السبعينات وشلة قتلة فرج فودة..

وبدلا من أن  يكون ارتفاع مستوى معيشة الطبقة الوسطى سببا لنمو وعيها وارتباطها بقيم الحياة اختاروا أن يصنعوا من عمرو خالد ورفاقه عرابا يلفق بين قناعاتهم بثقافة الموت وبين المتع والملذات الحياتية التي يحرمونها وصارت متاحة لهم.

قاد عمرو خالد قاطرة دعاة التوفيق والتلفيق..

أباح لهم فساتين السواريه حسب أحدث صيحات الموضة كل ماعليهم حتة بودي كارينا ويبقى سواريه شرعي..

لامانع من البحر والمنتجعات  بالبوركيني وملابس الضفادع البشرية..

لا مشكلة مع البناطيل المحزقة والباديهات الستومك مع طرحة إسبانيش..

فكرة التلفيق سادت العقول وربما كان انتشار حالات الزواج العرفي خير دليل على  حالة خداع النفس والسماء..

علاقات جنسية خارج منظومة الزواج تصبح شرعية بورقتين  يشتريهم أي راغب لذة عابرة من السوبر ماركت ويبقى كله بما يرضي الله ورسوله..

اشترك يسار العار في تدمير وعي تلك الطبقة، استخدموا السينما والمسلسلات لخلق سخط جمعي شمل الجميع..

صدقوا جميعا أن الكل لصوص وفاسدون،صدقوا أن طعامهم مسرطن، وأن الدولة تقتلهم وأنهم  أكثر شعوب الأرض ذكاء ومهارة ولكنهم مظلومون..

ظلوا يسمون عدوهم الألد "بتوع ربنا"..

ظلوا يسمعون عمرو خالد ويطيعون حسانا وبرهامي ..

خانوا حاضرهم ومستقبلهم في برلمان 2010
رضوا أن يكونوا قطيعا تحركه الشعارات والهتافات..

زرعوا فيهم فكرة التطهر بالشعارات والمظاهر والمسرحيات..

في نفس الوقت الذي يستلذون فيه الحياة والفن والموسيقا والحب والرقص، نفوسهم التي تم تشويهها مقتنعة أن الحياة وأفراحها إثم ومعصية، علمهم كبيرهم عمرو خالد أن خداع السماء ميسور بحتة طرحة تتربط إسبانيش على نص الشعر وكله يبقى شرعي بمايرضي الله.

خيانة الطبقى الوسطى لنفسها استمر حتى أحداث يناير 2011 ..
خرجوا يطالبون بالحرية التي يعيشونها، وبعدالة اجتماعية تأخذ استحقاقاتهم لمن لا يستحق..

أعتقد أن علاجهم جاري الآن، تجربة مبارك: التنمية بالفهلوة وبيع الأصول ماثلة ولن تتكرر..

التنمية الآن بثمنها المستحق: الجهد و العمل، تنمية مصحوبة  بتعليم  حقيقي وجدي.

إرسال تعليق

0 تعليقات