آخر الأخبار

ماذا يعني اغتيال أبو مهدي المهندس !؟








ماذا يعني اغتيال أبو مهدي المهندس !؟


اغتيل المهندس لأنه في طريقه ليكون ( موراليس العراق )!!.


بقلم :- سمير عبيد

كُنتُ بزيارة لأحد الأساتذة الذين أعطوا من جهدهم لنا عندما كنّا طلبه في مرحلة الثانوية ، وللاطمئنان عليه بين فترة وأخرى .

فوجدت في مجلسه وجوه مختلفة ومنها وجوه نخبوية ،والحوارات ساخنة. ولكن لفت نظري البعض الذين ردّدوا  عبارة ( يعني وشنو ابو مهدي المهندس ... قابل جيفارا!!! )فتذكرت حينها  المثل الذي دائما أردده وهو (مطربة الحي لا تُطرب ) وهو المثل الذي يكاد يكون قناعة ثابتة عند معظم العراقيين بأنهم يسطحون أفعال وانجازات ونجاحات أبناء جلدتهم  وللأسف الشديد، ولأسباب تاريخية واجتماعية ونفسية لسنا بصدد شرحها لأنها تحتاج مجلدات  !!!!.

فقررت الكتابة عن موضوع اغتيال ابو مهدي المهندس .وتعرفون طريقتي في الكتابة وهي الحياد والشجاعة في القول دون مجاملة ودون نفاق.مع نقدي واستنكاري لجميع الذين شمتوا بقتل الرجلين لأنه لا يحوز دينيا وأخلاقيا وكيف وان المهندس ورفاقه عراقيون سجلوا جولات ومناقب ضد أعتى عدو في التاريخ هو تنظيم داعش الإرهابي  !.

ماذا يعني اغتيال أبو مهدي المهندس !!.
أن اغتيال أبو مهدي المهندس ليس اغتيال رجل عادي أبداً ،بل هو اغتيال مشروع صاعد في العراق والمنطقة  ، واغتيال حلم بل أحلام لدى ناس وشرائح آمنت بأن يكون أبو مهدي المهندس قائداً لها .

فاغتيال المهندس هو اغتيال رئيس لم يبق على تتوجيه إلا خطوات .وبالتالي تم اغتيال نظام كان في آخر المخاض ليولد ويملأ المكان  ،وبالتالي هو اغتيال  شعار واغتيال حقبة قبل ولادة رئيسها رسمياً !!! ونترك التحليل لأصحاب البصيرة !!.

كيف اغتيل أبو مهدي المهندس،...وتحليل الضربة 

لقد قررت الولايات المتحدة اغتيال  أبو مهدي المهندس وان المراقبة الدقيقة  كانت لأبو مهدي وليس لقاسم سليماني.لأن أبو مهدي المهندس كان مشروع نظام سيولد في العراق وسوف يقوض التواجد الأميركي ويُنهي المشروع الأميركي في العراق والمنطقة !. ..... ولكن القدر جمع قاسم سليماني مع المهندس .

ولولم يكن هناك إلحاح ومغريات  خليجية من دولتين خليجيتين  ومعها إسرائيل على الرئيس ترامب لتأجلت المهمة.

وبدليل  أن الضربة الأميركية  وبنسبتها القوية والفنية كانت بالضد من الشهيد ابو مهدي المهندس تحديدا . بدليل لم يبق من جسده شيئا.  وكان قاسم سليماني خارج مركز الضربة ولكن ليس بالمسافة التي تنجيه ، ولهذا رُمي جسد سليماني  خارج السيارة وبعيدا، وبقي٧٠٪؜ من أجزاء  جسده بدليل أن جسد الشهيد أبو مهدي لم يبق منه شيئا .أما قطع كف  اليد اليسرى لقاسم سليماني  لأنها وبنسبة ٩٠٪؜ كانت على كتف المهندس بلحظة حميمية أخوية، وقطع قدمه الأيسر لأنه كان ملاصقة لقدم المهندس الأيمن لأنه وحسب الأسبقية وحسن الضيافة كان سليماني جالساً في الجهة اليمنى من السيارة  أو كاد يجلس فيها فجاءت الضربة مباشرة   !!!.

ولكن لماذا قررت واشنطن اغتيال المهندس !؟

لا علينا بالوشاية والمخبر السري من داخل العراق وبمستويات عالية لمراقبة المهندس والتخلص منه  "هذا عمل المحققين " ولكن علينا بالولايات المتحدة والرئيس ترامب والسؤال:-

لماذا قرروا التخلص من أبو مهدي المهندس !؟

الجواب :-

تخلصوا منه وأستباقيا بُعيد أشرافه على التظاهرات في باب السفارة الأميركية وتهديده للأميركيين مما أعطى رسالة واضحة للأميركيين بأن هناك خطر حقيقي قادم وسوف يقتلع أمريكا من العراق !!!.

و لكي لا يكرروا أخطاء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية عندما تعرضت منظومة دول أمريكا اللاتينية الى مشروع أميركي لتغيير (الأنظمة الديكتاتورية، والأنظمة العسكرية  ، والأنظمة التي يرعاها تجار المخدرات والمافيات ، وأنظمة اليسار المتشدد، والأنظمة الفاسدة ) وبدأوا في هذا المشروع أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي وكان يتزعمه "جون نغروبونتي" وصقور التشدد في أمريكا. وان قسم منهم وعلى رأسهم نعرربونتي جلبتهم أدارة بوش الابن بعد احتلال العراق  لينقلوا خبرتهم القذرة وشركاتهم الأمنية القاتلة  في أمريكا اللاتينية نحو العراق.وجميعنا نتذكر جرائم نعربونتي هو وشركة بلاك ووتر والمتعاقدين الآخرين والذين معظمهم جاءوا بهم من المصحات النفسية الأميركية ومن السجون الأميركية ومن جنوب أفريقيا وخصوصا الذين كانوا يقتلون الناس السود في حقبة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا !!!.

فالذي حصل وبعد تدشين الديمقراطية الأميركية في أمريكا اللاتينية فازت الأحزاب اليسارية والاشتراكية فأفرزت أنظمة سياسية تعادي أمريكا أو تحوي على أحزاب وحركات يسارية واشتراكية تعادي أمريكا الرأسمالية فبات  أنظمة تلك الدول خارج هيمنة الولايات المتحدة ومنها :-

١ -في فنزويلا جاء نظام الرئيس (شافيز) الذي يعادي أمريكا وبات رمزا في أمريكا اللاتينية !.

٢- في بوليفيا  ولد نظام الرئيس (موراليس ) المعادي لواشنطن.

٣- في هاييتي ولد  نظام (آرستيد) الذي تمرد على واشنطن .

٤- في نيكاراغوا جاء نظام ( دانيال أورتيغا) الذي غير متوائم مع واشنطن .

٥- في الأكوادور. جاء نظام سياسي بعيد عن الإملاءات الأميركية بحيث حتى استضافت عدو أمريكا في سفارتها بلندن لسنوات وهو مؤسس موقع ويكيلكس !!.

٦- وهكذا بقية دول أمريكا اللاتينية .

وجميعنا نعرف الأزمات التي كانت مستمرة وقوية بين أمريكا وفنزويلا، وأمريكا وكوبا، وأمريكا والأكوادور ، وأمريكا وبوليفيا والتي أرهقت أمريكا ولكنها نجحت بتغيير بعضها نحو الفلك الأميركي وفشلت في أخرى  ....!!.

وهو ما تعرضت له أمريكا نوعا ما في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وعندما أسقطت أمريكا أنظمة ديكتاتورية وأنظمة عسكرية وأنظمة مافيوية فحل محلها أنظمة الإسلام السياسي ولكن وبالضبط  مثلما فاز الاشتراكيين واليساريين في  انتخابات دول أمريكا اللاتينية فازت أيضا أحزابا إسلامية في العالمين العربي والإسلامي .... فباشرت أمريكا بدعم الربيع العربي فغيرت الأنظمة العسكرية والإسلامية ، وعادت فدعمت  ثورات الشوارع بهدف تغيير الأنظمة الإسلامية والأنظمة التي تهيمن على مساحتها أحزاب إسلامية مثل العراق ولبنان أخيرا!!.

فالشهيد أبو مهدي المهندس كاد أن يصبح (موراليس العراق ) وكادت هناك دول في المنطقة  تقلده وتتحد معه ومثلما فعلت دول أمريكا اللاتينية مع موراليس ألذي بات ظاهرة ومن دفعت بموراليس الواجهة ويكون ظاهرة هي كاريزما الرئيس شافيز وشعاع نظام شافيز في أمريكا اللاتينية !!.

فأبو مهدي المهندس كاد أن يكون ظاهرة موراليس بدعم كاريزما قاسم سليماني وبدعم ايران الصاعدة كصعود فنزويلا في أمريكا اللاتينية بزمن شافيز . وكاد أن يكون أبو مهدي المهندس على رأس نظام عراقي معادي للولايات المتحدة .وكاد أن  يكون ككرة الثلج التي بدأت في أمريكا اللاتينية ضد الولايات المتحدة الأميركية ومهندسها شافيز و وموراليس. فكاد أبو مهدي يكون كرة الثلج في الشرق الأوسط بالضد من المشروع الأميركي وانطلاقا من العراق  !!.

هنا تنبهت واشنطن أن لا تكرر أخطاء أمريكا اللاتينية في العراق ، فقررت التخلص منه قبل أن يكون على رأس مشروع ونظام رسمي في العراق  ... وبنفس الطريقة تخلصوا من قاسم سليماني مثلما تخلصوا من الرئيس الفنزويلي شافيز الذي دسوا له  السم في طعامه لكي لا يستمر سليماني بإلهام المشروع المعادي للولايات المتحدة في المنطقة بشكل عام وفِي العراق بشكل خاص .. ومثلما دسوا السم في طعام الرئيس الفلسطيني  ياسر  عرفات رحمهم الله جميعا هكذا قالوا شافيز .
والغريب في الأمر أن المشكوك فيه بدس السم لياسر عرفات تقول التقارير له يد من منفاه الاختياري فايف ستار  في دولة خليجية الاشتراك  في التخطيط لاغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس.

 وله يد في رعاية المندسين والملثمين ودسهم في  وسط التظاهرات السلمية في العراق لخدمة خطة تغيير المشهد السياسي في العراق  ( عجيب فعلا :-
يترك بلده فلسطين  المغتصب من قبل الصهاينة ويخطط لتدمير الدول العربية ومنها العراق ومن مقره في تلك الدولة الخليجية !!. )   !!.

إرسال تعليق

0 تعليقات