آخر الأخبار

هل انتهت دولة العراق






هل انتهت دولة العراق


محمود جابر

المتابعون للشأن العراقي ومنذ الغزو الأمريكي للعراق يرون أن السيادة العراقية تعانى من اختلالات بالغة لم تكن آخرها وضع العراق القانوني ثم التدخلات السافرة التي كانت تنتهكها الولايات المتحدة الأمريكية والتعاون الإسرائيلي مع أكراد الشمال والاختراق الإيراني للمؤسسات السيادية العراقية والدينية فضلا عن التطورات التى حدث بعد 2014 من تشكيل الحشد الشعبى والذى لعبت إيران فى دورا كبيرا عن طريق عدد كبيرة من قادة هذه الفصائل .

ولكن ما حدث مطلع هذا العام 2020 أمر بالغ الخطورة ليس على العراق وحدة ولا على الإقليم بل على العالم اجمع حيث تنتهك السيادة العراقية باستهداف اجانب على ارض العراق من قبل دولة أجنبية أخرى، ثم يصرح رئيس الحكومة المؤقتة – الموصوف من قبل الطرف المقتول بأنه أفضل رئيس وزراء عراقي – بأنه كان على علم بهذه الضربة ( العدوان) !!

ثم تقوم الدولة المعتدى عليها وعلى مواطنيها بالرد على المعتدى ولكن على الأرض العراق مكررة نفس الفعلة التى فعلتها الدولة المعتدى فأصبح كلا الدولتين معتديتين على سيادة العراق .

الأعجب أن يغرد رئيس العراق بعد الضربة ويقول بردا وسلاما على العراق وعلى اربيل !!

هذا بعد ان انتهكت بلاده بـ 22 صاروخ من دولة الجوار ... إلى هذا الحد  بلغ استهتار قادة العراق بوطنهم وباستقلاله وبسيادته ؟!!


الحرس الثوري الإيراني يطلق عشرات الصواريخ الباليستية على قواعد أمريكية فى الأنبار وأربيل العراقيتين، والبنتاجون يعترف بالهجوم ، وترامب  يجتمع فورا بمجلس الأمن القومى الأمريكي لتقييم الهجوم واتخاذ القرار المناسب، و الإدارة الأمريكية تقول بأن الصواريخ الإيرانية أصابت قسما خاليا من الأمريكيين في "عين الأسد" وايران تتوعد أمريكا بضربات موجعة إذا كررت الاعتداء، وظريف يصرح بانتهاء الرد، والطائرات الأمريكية تحلق حاليا فى سماء العراق.

والنتيجة حصاد الصواريخ الإيرانية هزيلا، والرد الأمريكي مدمرًا وساحقًا.
لكن الجميع خرج غير خاسر.....


حسابات الضربتين :

الضربة الأمريكية التى وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية الى إيران بالعدوان على سيادة العراق – أو بالاتفاق مع رئيس الوزراء المؤقت – أصابت إيران إصابة بالغة بضرب الرجل الأهم لدى إيران فى المعارك المفتوحة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، والتى ترى أمريكا بأنه حجر عثر فى سبيل تقدم الاتفاق الأمريكي الايرانى، مما يحوى بان أمريكا نفذت ضربة متفق عليها ليس مع العراق وحدها بل مع الجانب الايرانى .

وما يعزز هذه الفرضية عدة أمور، أولها ما سبق ذكره، والثانى تصريح وزير الدفاع الأمريكي بأنهم كانوا يعلمون مسبقا بالهجوم الصاروخى الإيراني بفترة معقولة مما أعطاهم الوقت لنزول كل جنودهم الى المخابىء ولم ينتج عن الضربة أى خسار بشرية أو أي خسائر تذكر، الثالث تصريحات ظريف بانتهاء الرد ، الرابع إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، الخامس ارتفاع أسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة، واعتبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعى، أن الوضع الحالي ليس حربا.

السابع: تصريحات إيران أنها ستستفيد من الارتفاع والولايات المتحدة أيضا، الثامن وزير الدفاع الايرانى يقول ان بلاده سترد بشكل متناسب على أي عمل عسكري أمريكي جديد !!

التاسع : تصريح قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، إنه لا يجوز لإيران والولايات المتحدة، تفويت الفرصة لكسر الحلقة المفرغة للعنف المتبادل في هذه المرحلة.

وفى سياق ليس متصلا  ولكنه متصل :

أعلن التلفزيون الإيراني، مصرع 180 شخصا، جراء تحطم طائرة أوكرانية، بعد دقائق على إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران.

وأكد علي كاشاني، مدير العلاقات العامة بشركة مدينة مطار الإمام الخميني الدولي في تصريح لوكالة أنباء "فارس"، أن الطائرة المنكوبة من طراز بوينغ، وسقطت بعد إقلاعها من المطار أثناء توجهها إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

وأشار إلى أن الطائرة سقطت بين بلدتي برند وشهريار غرب طهران القريبة من المطار الكائن في جنوب غرب طهران، متوقعا أن يكون خللا فنيا وراء سقوطها.
وفى سياق اخر :

موت قرابة ستين مشيعا فى جنازة الشهيد سليمانى وإصابة مئات المشيعين ...


وعليه نقول :

أن كلا من طرفي الصراع خرج منتصرا ربح أسعار للبترول، وحفظ ماء وجهه، وحافظ على شعبيته، وان هنا فجوة يجرى ردمها للتقارب وفقا للتصريحات الروسية، وان الوحيد الذى بات فاقدا لسيادته برضي قادته السياسيين هى العراق وحدة الذى أصبح ساحة نزال .

وغالبا فإن الجانب العراقي لم يبدى أي اعتراض على ماحدث لسليمانى ولا لما حدث للقائد العراقى أبو مهدى المهندس، ولم يغضب لانتهاك حرمة بلاده لا من الطائرات الأمريكية ولا من الصواريخ الإيرانية ولا حتى من قتل الثوار فى ساحات الاعتصام فى الحبوبى ولا بغداد .

سلام على بغداد




إرسال تعليق

0 تعليقات