آخر الأخبار

القدرات الاستخبارية التقنية لأميركا






القدرات الاستخبارية التقنية لأميركا


سالم الجميلي


تعددت التحليلات بشان الخرق الاستخباري الذي أدى الى استهداف أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني  وهذه التحليلات معظمها تتجاهل القدرات الاستخبارية التقنية  لأميركا .

في أميركا توجد وكالة تسمى وكالة الأمن القومي  يبلغ عدد موظفيها ٤٠  الف موظف بميزانية قدرها  ٤٧ مليار دولار ..

مهام هذه الوكالة هي التنصت التقني  على كل  اتصالات العالم وتسجل يوميا مليارات المكالمات والمسجات والمراسلات  المشفرة والمفتوحة   ولها محطات فرعية في أوربا والشرق الأوسط وشرق آسيا . ولها مهام أخرى مرتبطة بأمن المعلومات وتنفيذ الهجمات الالكترونية .

للوكالة  القدرة على تسجل كل مكالمات العالم لكن عملية استرجاع  البيانات تحتاج الى الحصول على معلومات من مصادر بشرية وهذه من مهام المخابرات المركزية واستخبارات الدفاع الاي تعتمد على عمليات التجنيد .

كما ان الوكالة تمتلك تقنية تعقب الهدف من خلال توجيه إشعاع الى جسم الهدف يمكنهم تعقب تحركاته  عبر الأقمار الصناعية وربما اتاح ظهور المهندس امام  السفارة الأمريكية تعرضه الى هذه التقنية العجيبة التي استخدمها الاميركان  لتعقب السجناء المهمين  بعد الإفراج عنهم من سجن كروبر بوقت مبكر من سنوات الاحتلال  .

تقنية وكالة الامن القومي تتيح   لها القدرة على فتح الهاتف الشخصي لأي هدف بالعالم ومعرفة محتوياته واتصالاته بل تستطيع التقاط صورة له وهو  داخل بيته  دون علمه .


مجرد ان تتوصل  هذه الوكالة الى معرفة رقم هاتف الهدف أو الايميل الشخصي له  او الموقع  يصبح تحت السيطرة  فهي تتمكن من معرفة حركته بشكل مسبق ودقيق جدا  وتتعقبه بالرغم من كل ما يستخدم صاحب الهاتف من جفرة كلامية او فنية .

 وكالة الأمن القومي والمخابرات المركزية  وجهاز الاستخبارات العسكرية تعمل بالتنسيق مع بعضها عندما تتعقب هدف مهم  وهي  بلا شك كانت على  علم  مسبق بزيارة سليماني للعراق  من خلال  رصد الاتصالات الخاصة بالمهندس ومتابعة سليماني من مصادر أخرى في لبنان وسوريا   وهي تعلم ان الشخص الوحيد الذي  يستقبل سليماني في مطار بغداد هو  أبو مهدي المهندس  إذ ان سليماني لايثق بأحد سواه  ولا يخرج المهندس لاستقبال أحدا سواه  .

علينا ان نتصور كيف توصل الاميركان  الى مكان ابن لادن برغم انه لم يستخدم أي وسيلة  اتصال  من ٢٠٠١ إلى ٢٠١١ وكذلك الحال مع الرئيس الراحل  صدام حسين وأبو بكر البغدادي وغيرهم من الأهداف الخاصة وهذه الوكالة  ذاتها التي سجلت مكالمة هاتفية لترامب مع رئيس وزراء أوكرانيا  اذ ان الرئيس الأمريكي  حتى الآن لا يعرف من هو الضابط الذي استمع الى تلك المكالمة المشؤومة التي تكاد ان تطح به  .

اما بصدد الاختراق  فلابد من وجود مصدر بشري أعطى معلومات فنية  أولية عن  أرقام الهواتف والأجهزة المستخدمة بالاتصال كما لا استبعد بل مؤكد وجود مصادر في مطار دمشق وبيروت   ومسافر في الطائرة  أيضا  أكد وجود الهدف داخل الطائرة لكن في كل الأحوال فإن عمليات  التعقب والتتبع جرى فنيا من خلال هذه الوكالة  ومن المؤكد ان الزيارة سبقتها اتصالات تمت بين سليماني والمهندس وهذه نقطة القتل .

الذي يتتبع تصريحات المسؤولين الاميركان بعد قصف قاعدة كركوك من وزير الدفاع الامريكي  و وزير الخارجية ووكالة المخابرات  يستنتج ان اميركا كانت تخطط لعمل كبير  منذ تلك الفترة وانها تعرف بتحركات الهدف وقرار الاستهداف ليس وليد اللحظة .

طالما أن الهدف معروف شخصيا  ويستخدم الاتصالات الحديثة و يتحرك بين الدول مرورا بالمطارات فمن السهل جدا اقتناصه بالرغم من كل إجراءات السرية والتكتم  .

اشدد على ان تهديد ترامب بضرب هدف له علاقة بالثقافة الإيرانية فانه يقصد  ((المرشد الأعلى  علي خامنئي))  .

 فأميركا لا تستهدف أماكن مقدسة  أو تراثية  إنما كان يقصد بالهدف المهم  المرتبط  (بالعقيدة الدينية للشعب الإيراني)  وهو مرشد الثورة الإسلامية وليس غيره  وانا على يقين انها تعرف كل أماكن إقامته السرية والعلنية .

أميركا قادرة  وبسهولة على استهداف اي شخص  في اي مكان بالعالم طالما هو أو من حوله يستخدم التقنيات الحديثة ويتحرك  .


إرسال تعليق

0 تعليقات