آخر الأخبار

الثورة... بين المتديّن والمرأة






الثورة... بين المتديّن والمرأة

عز الدين البغدادى

الرجل المتديّن بطبيعته يخاف من المرأة، يتصوّر أنها دائما مصدر حرج له، فصوتها عورة، ووجها عورة، وأينما تذهب فهي يمكن أن تمثل مصدرا لخرق شخصيته ودينه.

المرأة العراقية معروفة بقوتها وتحملها وصبرها ووفاءها، وأيضا بمظلوميّتها، حيث بقيت حبيسة الأعراف البالية والأوهام المقدسة.
وكان من أجمل افرازات ثورة تشرين ظهور بل انبعاث جديد للمرأة العراقية التي ساهمت بقوة في دعم ثورة وطنها وأهلها.. كانت تتظاهر وتهيء الطعام وتسعف وتنشد وتحول الحيطان الصماء إلى لوحات جميلة وتكسر كثيرا من الأعراف البالية الفاسدة.

مقابل ذلك، كنت أرى أن المتديّنين عموما وجمهورهم أخذوا موقفا سلبيا من الثورة يتردد بين الرفض والتحفظ، كنا نتمنى أن يقف المتدين في الصفوف الأولى من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنه كان مترددا في أحسن الأحوال أو مشككا.

رأينا عشرات الصور (وبعضها مزيف بنحو ما) نشرت من أشخاص على هذا الخط وهي تحاول الانتقاص من الثورة لكون بعض النساء اللاتي شاركن فيها قد ظهرن بملابس لا توافق رؤيته الدينية، أو لكونه رأى امرأة ترقص رغم أني أعرف أن كثيرا من الحالات تمّ دفعها من قبل السلطة الفاسدة لتشويه صورة الثورة عند من يتأثر بذلك.

مع ان عدم الالتزام الديني لبعض المشتركين في الثورة لا يعني سقوط حقهم في الثورة، ولا يعني عدم حقانيّة مطالبهم. كان عليكم أن تدعموا الحق لأنه حق بغض النظر عن جنس صاحبه ولا ملابسه ولا لحيته ولا اعتقاده ولا مكان سكنه.

عليكم أن تراجعوا أنفسكم وإلا فإنكم وكما تفعلون دائما ستقللون ثقة الناس بدينهم وبقدرته على حل مشاكلهم.

وأنت يا سليلة الإلهة البابلية: أبهرت العالم.. بشجاعتك، بجمالك، بوعيك، بصبرك... فلينزعج من ينزعج، وليغضب من يغضب، فإن ثورتنا أنثى.

إرسال تعليق

0 تعليقات