اللا وضع
هادي جلو مرعي
ويسألونك عن الوضع الراهن في العراق؟ فتجيب: إنه اللاوضع، فبالإمكان تحديد
ملامح وضع ما لنقول : إن الوضع ملائم ومريح، أو نقول: إن الوضع مربك، وغير واضح.
في الحالة العراقية يصعب تحديد شكل الوضع الراهن، وتحديد ماإذا كان سيئا،
أو جيدا، مع إنه في نهاية الأمر لايحتمل أن نقول عنه: إنه جيد، خاصة إذا كان بهذا
الكم من المشاكل والتراكمات ذات التاثير السلبي على واقع المجتمع، ونوع الأذى الذي
يتسبب به للشعب، وفئات منه فقيرة ومعدمة، وبحاجة الى الحصول على ضمانات بعيش أفضل.
يجدر تسمية الوضع العراقي باللاوضع، وقد أفرد الشعراء والمغنون إهتماما في
إبداعهم، حين يصفون المحبوب، ويتحدثون عنه، وعن طريقته في التعاطي مع الحبيب، وعدم
تجاوبه مع مشاعره وأحاسيسه المرهفة، خاصة إذا كان المحبوب من جماعة برج الجوزاء،
وهو هوائي، غير مستقر يرمي بأفعاله وتصرفاته الى جهات مختلفة، ودون تمييز، أو
مراعاة لردود فعل الآخرين.
يغني سعدون جابر:
خلاني وقتي وياك
ريشة بوسط ريح
لاتثبت على الآه
ولاتقبل اتطيح
ياعيني
هذا هو الوضع العراقي، لايثبت على مكان، ولايطيح، ولايطير، ولايحط، ولايسمح
لأحد بتوخي معرفة مآلاته، والى أين يمضي بأهله، وأي مسار يمكن أن يتخذونه ليعرفوا
النهاية.
صديقي الباحث ماجد القيسي اشار الى إن هذا الأمر أصبح حقيقة، ولم يعد ترفا
فكريا، أو متخيلا من أحد لأن الوضع العراقي عبر مرحلة الجيد والسيء الى مرحلة
الغموض الكامل، واستحق تسمية اللاوضع.
0 تعليقات