آخر الأخبار

خطيب جمعة البصرة المركزية يدعو لادامة زخم التظاهرات ويعدها فرصة لأنهاء الفساد







خطيب جمعة البصرة المركزية يدعو لادامة زخم التظاهرات ويعدها فرصة لأنهاء الفساد


رسالة النيل

دعا خطيب جمعة البصرة المركزية فضيلة الشيخ عمار الربيعي لادامة زخم التظاهرات والمشاركة فيها فيما عدها سبيلا للتخلص من الفساد والمفسدين ؛ مضيفآ " بأن على الجميع تحمل المسؤولية والتواجد في مواقع واماكن الحراك و مغادرة سوق الجدل العقيم بين المؤمنين والمداومة على هذا الحضور لاداء وظيفة التثقيف والتوعية في الفعاليات والمشاركة مع المتظاهرين وادامة زخمها فانها في مجملها فرصة للخلاص من الفاسدين والظلمة الذين ما فتئوا يتحايلون ويماطلون سبيل اجهاض هذه الانتفاضة الظافرة.


وأشار الربيعي الى " ضرورة الحفاظ على روح الاخوة بين المؤمنين وعدم الوقوع في الجدال العقيم وصراع الافكار وعدم التفريط بهذه الاخوة مشددآ " بالقول اننا في ظل ظروف التشكيك وتوالى المواقف و تسارع الاحداث و تاثيرها الفكري على الانسان وما تسببه من تشويش على طريقه تفكيره واستنتاجاته التي قد تكون بعيدة عن المنطقية والحكمة لابد من التمسك بالمبادئ الأساسية و الثوابت الدينية كبطلان ولاية الكافرين والظالمين قال تعالى(( يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة ))فلا تبعية ولا اعتماد على اعداء الله ولا تنفع التبريرات في هذا المجال وبطلان ولاية الكافر لا يعني السكوت عن الحكام الظلمة فتبطل ولاية الظالمين قال تعالى((ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)) ولا ننسى الهدف الاسمى وهو الدولة الكريمة لا تغير الفاسد بالفاسد.

وبين الربيعي ضرورة التمسك والانقياد للعلماء الذي يمثلون  مقام الحجية الشرعية والنيابة العامة عن الامام المعصوم زمن الغيبة كما ارجع رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم)  الناس الى الحجج الالهية عند الفتن فقد ورد في الحديث عن امير المؤمنين عليه السلام (  ايها الناس شقوا أمواج  الفتن بسفن  النجاة ).

ففي خضم الاحداث و الصراعات والحراكات التي يمر بها البلد والمنطقة لابد لنا من تحديد الموقف الشرعي والرؤية الصحيحة التي ننجو بها.

ولفت الربيعي الى " أهمية الاخلاص و التقوى في النجاة من الفتن في ظل زحمة الاحداث وتاثيرها النفسي على الانسان وحالة التوتر العصبي عنده فانه يحتاج الى الاخلاص  فعن رسول الله الله عليه واله وسلم انه قال طوبى للمخلصين اولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء ) والى التقوى فعن امير المؤمنين عليه السلام ( اعلموا انه من يتق الله  يجعل له مخرجا  من الفتن ونورا من الظلم ) فان تجاوز حدود الدين يدخل الانسان في  متاهات الفتنة ويقع في الاثم والعدوان فلابد للانسان من الرجوع الى الله والتمسك بحبله في الازمات واستنزال رحمته ومحاولة  الترقى بالابتلاء الا السقوط مشيرآ الى ان القيام بالتكاليف الشرعية الاجتماعية التي تؤخذ من مصدرها الصحيح( المجتهد الجامع للشرائط)  فالمكلف له معرفة واحاطة ما بتكليفه الفردي اما  التكاليف الاجتماعية فهي من اختصاص القيادة التي تمثل مقام الحجية في زمن الغيبة ويتطلب القيام بهذه الوظيفة بعد اخذها من مصدرها عدم التحرج في النفس والتسليم لها(( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا من ما قضيت ويسلموا تسليما )) وهذا يتطلب الابتعاد عن المواقف الانهزامية ومواجهة الاحداث بعد القيام بالوظيفة الشرعية و التعامل الايجابي مع الاحداث واحداث التغيير فيها واهمها في وقتنا التثقيف و التوعية تجاه الاهداف المهمة والخطوات العملية للتغيير الذي ينشده الحراك الجماهيري ؛ هذا الوعي الذي يجب ان لا يغادر السلوك الشرعي الصحيح.

ودعا الربيعي الى " الوسطية في الفكر والسلوك فان التطرف وما يتبعه من تعميم بالاحكام وتفريط بالجمهور لا يحقق الاهداف الرسالية للانسان المؤمن الذي يبتغي تحقيق الخير للجميع وتصحيح السلوك المنحرف وتقويم الخطا في التفكير والبعد عن التمحورات التي تبتغي المصالح الخاصة لا العامة. فالوسطية موقف مسؤول وليس اعتزالا  ولا حيادا وقد فسر قول امير المؤمنين عليه السلام ( كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر  فيركب ولا ضرعا فيحلب)  بان المقصود ليس الاعتزال وانما ان لا يعطي المؤمن نفسه ودينه واخرته للاطراف الباطلة فلا يتهرب في مواجهة الفتن ولا يكون حريقا لها ولا يقف متفرجا لافتآ الى ان " هذا الموقف يحتم علينا التركيز على الايجابيات التي حققتها انتفاضة العراق التي اجبرت المتكبرين على الرضوخ الى المطالب الشعبية في مفوضية الانتخابات و قانونها واستقالة الحكومة .

وأشاد الربيعي بالمواقف البطولية والشجاعة للشباب المتظاهر المدافع عن روح الوطن كما دافعت  القوات الامنية عن ارض الوطن فكلا الفئتين واحدة متوحدة لا يجوز التفرقة بينهما كما يراد لها من قبل الفاسدين.

وعد الربيعي  " الشعب شعبنا والتظاهرات تظاهراتنا والحشد حشدنا والقوات الامنية من الجيش والشرطة قواتنا لا ينبغي التفريط بهم على كل حال مشيرا الى " ان شهداء التظاهرات الذين سقطوا في الدفاع عن حقوق الشعب شهداؤنا وشهداء قواتنا الامنية وحشدنا الذين سقطوا في الدفاع عن شعبنا شهداؤنا ايضا.

ان هذه التضحيات تستحضر في نفوسنا الامل الفرج بعد الشدة فان فيها هلاك الجبابرة وطهارة  الارض من الفسقة
وبين الربيعي مفهوم الوسطيةبأنها تعني الحفاظ على الموقع الايجابي للانسان المؤمن في احوال اخر الزمان ليس مع الجور والفساد بل مع الفئة المؤمنة الصابرة  القابضة على دينها روي عن الامام الباقر عليه السلام انه قال "يا معشر الشيعة كونوا النمرقة الوسطى يرجع اليكم الغالي ويلحق بكم التالي انتهى

إرسال تعليق

0 تعليقات