آخر الأخبار

الملكة الاستنباطية والملكة الإبداعية، (١)







الملكة الاستنباطية والملكة الإبداعية، (١)


على الأصولي


تشترك موضوعة الاجتهاد والأعلمية بجامع مشترك وهذا الجامع يعبر عنه ( بالملكة ) ؛

وبما ان المشهور اشترط في مرجع التقليد الأعلمية وحدد مجموعة طرائق موصلة للاطمئنان عند المقلد المكلف بالرجوع للأعلم؛ فهذا يعني لابدية التحري عن طبيعة الاعلمية ( المعنائية ) ،

وهنا ينبغي إيضاح ضابط معرفي تمييزي بين المجتهد العالم وبين المجتهد الاعلم ،

لا يفرق ولا فرق بين بين إجتهاد المجتهد وإجتهاد الأعلم فكلاهما اعمال للنظر ومحاولة تطبيقية للكبريات وإرجاع الفروع للأصول، والخروج بنتيجة فقهية نهائية سطرها الفقهاء في مدوناتهم ورسائلهم العملية،

فإن وجد المكلف ان لا فرق يذكر بين رسالة العالم والأعلم بعد ثبوت الحجية عنده بإن هذا عالم وذاك أعلم،

او لم يجد فرق وهو في مقام البحث عن العالم والأعلم بين النتائج الفقهية النهائية بين الرسالتين العمليتين،

فهنا ينبغي على الفرد المكلف بإن يعرف حقيقة هامة وهي أن الوقوف على النتاج الفقهي وعدم ملاحظة الفروق النوعية فهو وقف بالحقيقة على رسالة بين مجتهدين ليس بينهما تفاضل معرفي وأعلمي وأن أدعى أحدهما أنه اعلم من أقرانه،

وسبب عدم التفاضل والفروق النوعية راجع بالأصل إلى وحدة المباني والتردد بين نفس الأدلة غاية ما في الأمر ترجيح بعضها على بعض على طريقة مقلدة المذاهب الأربعة وأن كانت عناوينهم ملفتة وطويلة وعريضة، بالتالي هم مقلدة لأسلافهم، نعم هذا الفرد أو ذاك أصحاب الرسائل العملية ، هم من المجتهدين ولا ينبغي الشك من هذه الناحية ؛

بينما نحن نبحث عن عنوان الأعلم لا عنوان المجتهد،

يمكن أن نسوق مثالا أو بعض الأمثلة على بعض الاعلام في سماء الأعلمية، منهم على سبيل المثال ؛ الشيخ ( المجدد ) أستاذ الفقهاء والمجتهدين الأنصاري، فهو لم يدور مدار الإجتهاد الفقهي الأصولي فحسب بل جدد مباني جاء من بعده واستفاد منها وفرع على ضوء مضامينها،
ومن الأمثلة ، السيد الشهيد الصدر الأول ؛ فهو بحق مجتهد ومجدد في آن واحد وله إبداعات لا يمكن نكرانها بحال من الأحوال،
نعم لم نعرف ولم نقف على التراث الأصولي الكامل للشهيد السيد الصدر الثاني للحكم عليه تجديدا أو تقليدا لسلفه أو أسلافه، ولكن مما يهون الخطب هو نتاجه الفقهي الثر الكاشف عن القابلية الأصولية التجديدية والتي عبر عنها في أحد للقاءاته بإنه زاد خطوة على المدرسة الصدرية والمدرسة النائينية الخوئية،

#وعلى ضوء ما ذكرناه اعلاه فيمكن القول وبضرس قاطع للان لم أجد أحد تلبس بمقولة الأعلم من الناحية الإثباتية .

ولا أنفي وجود محاولات مهمة من بعضهم للخروج بتجديد فقهي أصولي بل ومعرفي في الأفق ، وإلى الله تصير الأمور ،
------------------------------
( ١ ) ( ملاحظة )
الملكة بما هي ملكة لا تتجزا  ،
وعنونة المقال بالملكة الاستنباطية والملكة الإبداعية،
هي بلحاظ المتعلق لا بما هي هي ،
ارجو الانتباه ،

إرسال تعليق

0 تعليقات