صراع الحق مع الباطل
علي الأصولي
منذ قدم البشرية
وتمايز الخير والشر كان الحق في صراع محتدم مع الباطل،
تمثل جانب ومعسكر
الخير بالخط الإلهي وابرز ظهورات وتجليات هذا الخط الأنبياء والمرسلين والأولياء
والصالحين( عليهم السلام )
في قبال هذا الخط
تمثل المعسكر الباطل معسكر الشيطان والخط الابليسي وابرز ظهورات وتجليات هذا الخط
هم أعداء الحق من طواغيت وفراعنة وكهنة وغيرهم ،
الملفت بان للشر قوى
متعددة وأساليب لم تخطر إلا في أذهان اهل الشر ومن تسافل بدرجاته،
المشكلة ليس في عدم
معرفة الخير من الشر والتمايز بينهما بحسب المفهوم، المشكلة كل المشكلة هو في خلط
الأوراق وتلبس الشر لباس الخير وارتداء الطواغيت عباءة الأنبياء، بحسب المصداق ،
وهنا تكون الفتنة ،
علي بن أبي طالب(ع) اللاعب
الأساس في الخط المتقدم بالمعكسر الإلهي رسم خارطة طريق في أي تداخل مربك بين قوة
الخير وقوى الشر ،
الفتنة يمكن تقريبها
بتفسرين مهمين وفق الخارطة القرآنية فهي تفسر على أنها صراع بين اهل الباطل أنفسهم
كتصارع الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي في القرن السابق مثلا ،
أو أنها - أي الفتنة -
صراع لا يعرف فيه وجه الحق من الباطل فقد يكون أحد طرفي الصراع حق والآخر هو
الباطل، غاية ما في الأمر تداخل المعلومات وتقاطع التقارير واختلاف الرؤى
والتفاسير كفيلة بارباك المراقب والمتلقي، وتجعل الحكيم منكم حيرانا على حد تعبير
بعض الروايات،
نعم : التكليف الابتدائي
هو التريث وقراءة الساحة بصورة دقيقة وموضوعية بلا مؤثرات وعوامل يمكن أن تجعل
القراءة فيها ميلان غير محمود،
وبعد الخروج بنتيجة
فأنت لا تخلوا إما الاصطفاف مع محور الحق بعد التشخيص، أو الحياد بعد اضطراب
الرؤية ،
والحياد يقدر بقدره ،
وإلا فلك أن تتحرك( لاحظ ) أن تتحرك( لا أن تقف ) مع الأقل خطرا ضد الأكثر
خطرا على أهل الحق والمستضعفين، في محاولة
جادة لإضعاف الأقوى والأخطر ليس إلا.
0 تعليقات