آخر الأخبار

درس من ثورة الإصلاح الحسينية





درس من ثورة الإصلاح الحسينية

سجاد الحسيني


سيل من التساؤلات تنهال عليك حين تتمعن بهذه الصورة المشرقة من صفحات ذي قار الخير ، وانت ترى الشباب يطبقون كلام الله تعالى ((ولكم في رسول الله اسوة حسنة))

من مشتركات ثورة الإمام الحسين عليه السلام الإصلاحية وثورة الشعب "التشرينية " ليس شعار الإصلاح فحسب ، وإنما الوقوف بوجه الفساد بكل أشكاله،
ولايوجد فرق بين الفساد والانحراف في زمن الحسين عليه السلام الذي كان يتمثل ببني امية الذين استغلوا الدين والسلطة والمال العام، لبناء عروشهم ومماليكهم ، عن الفساد الذي نعيشه اليوم، القياس مع الفارق طبعا،

واتسائل هل من الصدفة ان يقيم المعتصمين في الناصرية الصلاة في ذروة المعركة كما فعلها إمامهم من قبل..؟ وهو يرى أصحابه الذين شكلوا بصدورهم درعا بشريا ، كيف يتساقطون دونه!!  وهل من الصدفة ان يقع في ذي قار الحبيبة ٧٠ شهيدا بعدد انصار سيد الشهداء، في ليلة الذبح التي افتعلتها أذناب بني امية في القرن الحادي والعشرين،

ما أشبه العراق بجسد سيد الشهداء من كثرة الطعن وصور القتل ، ففي جسد الحسين كانت الطعنة على الطعنه والجرح على الجرح كما يعبر الامام الصادق عليه السلام ، تخيل العراق هكذا طعنات وجراحات وقتل وسبي والمحزن كل هذا جرى ويجري بأيدي المحسوبين عليه، ومن ابناءه قبل الغرباء، الذين جعلوا من أنفسهم أداة لمطامع الأجنبي ومصالحه التوسعية، نعم هو اشتراك بالمظلومية كما عبر  المرجع اليعقوبي وشبه بهذا التشبيه ،





قد ينزعج البعض من قرار الشعب بالتصعيد للضغط على الحكومة كي تحقق مطالبهم الشرعية والمشروعة ،  علما ان التصعيد منطق قراني اتبعه الله تعالى مع بني إسرائيل في سورة البقرة،

بعد ان امرهم نبيهم بذبح " بقرة " واخذ القوم بالمماطلة والتسويف والتحجج بأنواع الحجج ومنها قولهم ((ان البقر تشابه علينا)) ومن اشكال المماطلة والتسويف هي مواصفات البقرة وما لونها وكم عمرها.. الخ
فكانت النتيجة ((شددو فشدد الله عليهم)) وطلب منهم مواصفات تعجيزية فقال تعالى (( ذبحوها وما كادوا يفعلون))

هذه القصة او قل الواقعة التاريخية تنطبق على واقعنا الحالي ، ففي بادئ الامر طالب العراقيين بتحسين الخدمات العامة،  ومن ثم رفض المحاصصة والفساد وسرقة المال العام وبيع المناصب وغياب سيادة البلد ،
وكلما يتجاهل المتنفذون مطالب الشعب  ارتفع سقف المطالب ، الى ان وصل الامر الى رفض الكتل والاحزاب المتسلطة التي عبثت بمقدارات وخيرات وامن البلد ،، فهي تشبه تماما قصة بقرة بني إسرائيل ((شددو فشدد عليهم))،

لو ان بني إسرائيل ذبحوا اي بقرة لما شدد عليهم ولما ابتلاهم الله تعالى اشد انواع البلاء.،، وكذا الحال لو ان حكومة العراق اعطت حقوق شعبها ووفرت لهم الخدمات ماوصل الأمر الى مانحن عليه الآن ،


٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٠

إرسال تعليق

0 تعليقات