آخر الأخبار

ناصر الحاضر رغم الغياب





ناصر الحاضر رغم الغياب


 د. محمد إبراهيم بسيونى

استاذ متفرغ عميد طب المنيا السابق

فى لحظات الأزمات عندما يخيم الظلام تستدعى الأمة أبطالها، وليس هناك من هو أقرب إلى قلوب الطبقة المتوسطة والفقيرة من جمال عبد الناصر. يكتمل اليوم ١٠٢ عامًا على ميلاده.

 رغم الهجوم علي تجربة الرئيس جمال عبد الناصر التنموية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لكن يجب علينا ان نعترف ان الطبقة الوسطى في المجتمع المصري قد اتسعت واستفادت منها، وتمتعت بدرجة كبيرة من التوافق الثقافي والسياسي بين مكوناتها المختلفة، ما مكَّنها ومكَّن مصر من إحراز مستويات مرضية من التنمية ولعب دور إقليمي مؤثر. ولا يعني ذلك أن الطبقة الوسطى خلت من الانقسامات أو الصراعات لكن المقصود أنه حدث توافق بين أهم مكوناتها، والأهم اصطفاف طوعي أو إجباري حول الدولة المصرية والمشروع الذي طرحه جمال عبد الناصر.

 والثابت أن هذا التوافق لم يتحقق في المرحلة شبه الليبرالية بين اعوام ١٩٢٣ و١٩٥٢، كما لم يتحقق في عصري الرئيسين انور السادات وحسني مبارك، حيث حدثت تشوهات في تكوين الطبقة الوسطى، وفجوات ثقافية وتعليمية بين مكوناتها، وتراجع مستوى تعليمها وكفاءتها المهنية وقدراتها على العمل والإنجاز، وتعمَّق الانقسام الثقافي والسياسي بين أصحاب المشروعات الإسلاموية مقابل أصحاب المشروعات المدنية وهو الانقسام الذي تفجَّر في الانتفاضة الثورية في ٢٥ يناير وأطاح بأحلام الثورة والإصلاح وصولاً لحكم الإخوان وحتى حكم الرئيس السيسي حيث لم تتمكن النخبة المصرية والتي تنتمي الى الشرائح المختلفة من الطبقة الوسطى من التوافق حتى اليوم على مشروع وطني جديد.

 إن تحسن أوضاع الطبقة الوسطى بمكوناتها المختلفة يخلق طلباً على الديموقراطية والحكم الرشيد.

إرسال تعليق

0 تعليقات