أعداء الحرية
د. محمد إبراهيم بسيونى
أستاذ متفرغ عميد طب المنيا السابق
من أهم تطورات السياسية التي حدثت بعد سقوط الإخوان سقوط ثقة الكثيرين من
الشعب المصري بالمتسترين بالدين وانتهاء سيرك سلفيتهم.
فهم الناس أخيرا أن هؤلاء لا يملكون غير التجارة بالأوهام والتلاعب بعواطف
الناس بهدف حصد المال والنساء والشهرة.
واقتنع معظمنا ان الأوطان يجب ان يحكمها العلم والقانون وترفرف فوقها أعلام
الحرية والكرامة. واقتنع معظمنا ان هؤلاء قطع أثرية قديمة تعود لحقبة لم تساهم في
بناء حضارة أو تقدم. وأنهم موروث عنوانه سني وشيعي وكافر ومسلم.
والمشكلة أنهم يسيرون في الشوارع بدل وضعهم في متحف، هؤلاء يؤمنون بأن
المرأة عورة وناقصة عقل وتتبع في قرارها للرجل في خروجها ودخولها وحياتها. وانهم
بإسم حماية المجتمع من المعاصي قمعوا المرأة ومنعوها من العلم والعمل وتطوير نفسها
وعائلتها وجعلوها بضاعة لا قيمة لها ولا تأثير في المجتمع. وان هؤلاء يفسدون
التعليم في المدارس لأنهم يفرضون منهجية دينية ضيقة تقسم المجتمع الى مسلم صالح
ومسيحي طالح.
وان هؤلاء يتهجمون على العقل والعلم والمنطق ويقدسون بعض النصوص فيخرجون
بعض المسلمين لا يعرفون الصح من الخطأ. وان هؤلاء دمروا السياسة عندما خلطوها
بالدين فأصبح الخلاف السياسي يقود الى التخوين والتكفير. وان طريقتهم للوصول
للسلطة هي الإرهاب ووسيلتهم للبقاء في السلطة هي السيف. وان هدفهم سلب قرار
المجتمع السياسي عن طريق ربط الحكم بالفقهاء بدلا عن الشعب.
وان خطة هؤلاء لحل مشاكل المجتمع هي أن تمتلىء المساجد بالمصلين لصلاة
الفجر ثم ينطلقون بعد الصلاة لقتل المبتدعين، ثم يعودون لصلاة الظهر للدعاء على
اليهود والنصارى، ثم ينطلقون بعد الظهر لقتالهم ويعودون في المساء بالمغانم من
نساء واموال وغلمان يببعونهم في سوق النخاسة وبهذا يصلح المجتمع.
هؤلاء هم أعداء الحرية. يعلمون الناس ان يعيشوا حياتهم حسب رغبة مفتيهم
وطاعة الحاكم دون مساءلة. وان هؤلاء يريدون فرض طريقة حياتهم على الآخرين بما في
ذلك كيف تلبس وتأكل وتحلق وتجلس وتنام وتتبول وتخرج وتتثاءب وتعطس وتنكح. وان
هولاء هم قمة الطغيان وسلب الخيار الإنساني. هؤلاء يستفردون بالشاب الجاهل البسيط
في المساجد لتلقينه فكر متطرف عدائي مجمله أن المحتمع عاصي وكافر ولا يتبع أوامر
القرآن والسنة، وأن المسلم الصالح هو من يجاهد بماله ونفسه لكي يعود الناس الى
الدين ومن يخالفهم هو عدو الله يجوز قتله. وان هؤلاء يؤمنون ان العبودية حلال
زُلال وأن بيع البشر حلال والتجارة بالأطفال من سبايا الحرب حلال. هؤلاء أعداء
البشرية والإنسانية.
وان هؤلاء على استعداد ان ينكحوا الأطفال والأرامل بعد قتل أزواجهن وبيع
أطفالهن في السوق بما في ذلك المسلمين من غير السنة والجماعة. وان الديمقراطية
فتنة، والخلاف في الرأي فرقة، ومساءلة قرار الحاكم ردة، والخلاف مع رجال الدين
كفر، والرأي المستقل خروج عن الجماعة، والتعبير عن الرأي نفاق وشقاق، أما الطاعة
والإذعان والتسليم والقبول والصبر والتحمل فهي من أركان الإيمان.
0 تعليقات