آخر الأخبار

عمالقة وأقزام





عمالقة وأقزام


علي الأصولي

وأنت تطالع كتاب الوجود والعدم للفيلسوف الفرنسي الوجودي ، جان بول سارتر سوف تجد مضامين فلسفية عالية ومع أنها تصنف بحسب أدبيات الفلسفة على أنها أقصى اليسار ، لكنها كتبت بطريقة إحترافية قل نظيرها ،

أتذكر في أحد الأيام وأنا اقرأ كتيب لإحدى الإسلاميين ( لا أود ذكر اسمه ) كتيب محاولة للرد على الوجود والعدم وبعض نصوص رواية ( الغثيان ) وفي نهاية المطاف ذكر كاتبنا أنه أمام نصوص وشفرة إما أن كاتبها مجنون أو أنا لم افهم منها أي شيء !

نعم ، هذا الفيلسوف والعملاق الفرنسي الذي ساند الثوار الجزائريين آنذاك ، له سلسلة مقالات تحت عنوان ،

( الشيوعيون والسلام ) رفض فيها ما يُشاع من التقارير التي تتحدث عن "معسكرات العمل" والاسم الشائع لهذه المعسكرات هو "غولاغ" وهي معسكرات ستالين الدموية.

وبعد زيارة للاتحاد السوڤيتي عام 1954 أعلن سارتر في مقابلة معه "أن حرية النقد حرية كاملة في الإتحاد السوڤيتي".

لكن بعد عامين من كتابة هذه السلسلة ، أي في العام 1956 قمعت موسكو الثورة المجرية، واكتشف الجيل الفرنسي أن تقييمات سارتر عن الحرية النقدية في الاتحاد السوڤيتي لم تكن سوى لا شيء ،

سارتر الفيلسوف الذي جعل قطب فلسفته الوجودية على الحرية ( المطلقة ) لم يكتف بنفي وجود معتقلات دموية ، بل كان يعتقد ثمة حريات فكرية في الاتحاد السوفيتي وما يشاع خلافها فهو من قبيل الإعلام المضاد والمضلل !

نعم على مستوى وزن سارتر واضرابه هذا حالهم واعتقادهم مع الأنظمة الشمولية فكيف بمن لم يفهم نصوص رواية الغثيان أطلق عليه كاتبا تارة ومفكرا تارة أخرى ، وهو بالواقع لا يختلف عن أي مدون آخر غايته إما المال أو الشهرة ولا ثالث !

إرسال تعليق

0 تعليقات