آخر الأخبار

وثائق ثورة تموز 1958 والإطاحة بحلف بغداد







وثائق ثورة تموز 1958
والإطاحة بحلف بغداد



محمود جابر


من المضحكات المبكيات تلك القصص التى يرويها بعض مما يعتبر نفسه يملك ناصية الكتابة، وهو يصف الإطاحة بـ عبد الكريم قاسم بالمؤامرة الأمريكية !!

أمر مضحك ويعبر عن حالة بله بالغة، فكيف بحليف الأمريكان، وعضو حلف بغداد أن يسقط من طرف من هذا الحلف وهذا الحلف الذي قام أصلا فى مواجهة الأمة العربية بزعامة بريطانيا ورعاية أمريكا .....

مع إسقاط النظام تحطمت اكبر واهم مناطق النفوذ البريطاني في المنطقة خاصة وان العراق كان قاعدة الحلف الأهم الذى ضم تحت مظلته :(تركيا وإيران وباكستان وبريطانيا) وبدعم وإسناد من الولايات المتحدة الأميركية.


إن ثورة تموز11958، بحق  نقطة مضيئة في تاريخ العراق السياسي المعاصر ومرحلة جديدة في حياته وحياة  المنطقة العربية لتحطيمها قلعة من قلاع النفوذ البريطاني في المنطقة  العربية كما ان هذه الثورة جاءت تتويجا لنضال الشعب العراقي في تاريخه  المعاصر بدءا من ثورة العشرين وانتفاضة 1941 ووثبة كانون الثاني 1948  وانتفاضة 1952 واستنكار حلف بغداد (شباط 1955)


* ثورة 14 تموز 1958:
الساعات الأولى
في الصباح لباكر من هذا اليوم تمكنت إحدى تشكيلات الجيش العراقي الباسل لواء المشاة العشرين المتجهة مع معسكر جلولاء في بعقوبة الى الأردن عبر بغداد لدعم حكومة لبنان من إسقاط النظام وإعلان قيام الجمهورية العراقية وبذلك تحطمت اكبر واهم مناطق النفوذ البريطاني في المنطقة خاصة وان العراق كان قد ارتبط بحلف بغداد عام 1955 هذا الحلف الذي ضم تحت مظلته :(تركيا وإيران وباكستان وبريطانيا) وبدعم وإسناد من الولايات المتحدة الأميركية.

لقد قامت الثورة في وقت كان الاضطراب السياسي وأعمال العنف تجتاح لبنان بسبب ردود الفعل القوية للوحدة العربية بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة (شباط 1958 أما الوضع الداخلي في العراق فنستطيع ان نتلمسه من خلال ما كتبه السفير البريطاني في بغداد 23 حزيران 1958 بعد لقائه مع نوري السعيد يقول السفير البريطاني في تقريره السري للغاية والموجه الى وزارة الخارجية البريطانية.

* يقول نوري السعيد  انه يأمل ان يستقبله رئيس الوزراء البريطاني وانتم (يقصد وزير خارجية بريطانيا) اذ ان هناك الكثير من المواضيع التي يريد التحدث عنها وسألني فيما اذ قمت بإبلاغكم عن أرائه التي عبر عنها لي في الأسابيع الأخيرة بصدد كافة القضايا المهمة وقد أجبته بالإيجاب تماما.

·   كان نوري هادئا ووديا إلا انه ما زال متشائما اذ عبر عن قلقه ومخاوفه حول الوضع في لبنان وخوفه قيام عمر شولد أمين عام الأمم المتحدة بالتوصل إلى حل مع عبد الناصر يحقق له النجاح وكرر ان العراق مستعد لإعطاء لبنان آية مساعدة عسكرية أم غيرها إلا انه يبدو إن كميل شمعون لا يتمكن من اتخاذ القرار ولا يعرف ماذا يريد ثم قال نوري انه سيثبت فشل الاتحاد الهاشمي وهناك العديد من القوى التي تعمل ضد نجاحه أكد انه مالم تنضم (الكويت) الى الاتحاد فإنها ستكون معرضة للتهديد وسيضيع الكويت والاتحاد سوية وقد كانت هذه نظريته ومحور حديثه خلال الأسابيع الماضية كما تم طرح الموضوع علي اي السفير البريطاني بحماس من قبل عبد الوهاب مرجان رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس النواب وكذلك من قبل رئيس الديوان الملكي وأكد نوري مرة أخرى مالم يتم ضم الكويت الى الاتحاد فانه يجب القيام بعمل ما تجاه سوريا على الرغم من ان نوري يعتقد بان النقص في لغطاء الجوي يعتبر  العامل الأكبر لعدم القيام بشئ اتجاه سوريا ويختم السفير البريطاني تقريره بان نوري قد يلعب اللعبات الذكية والمحسوبة ذات الطابع التنفيذي تستهدف ابتزازنا والأمريكيين على الرغم من ان لا اعتقد بان هذا هو التفسير الصحيح لدوافع نوري وتصرفاته لانه يعاني  من ضغوط نفسية كبيرة وعلى الرغم من ان الدكتور هاركرنزي اكد لي بان صحته جيدة الا ان انطباعي عنه هو انه في حالة معاناة عصبية شديدة التوتر واعتقاد ان انفعالاته الأخيرة وتصريحاته كانت مخلصة وانه كان يقصد ما يقول أدناه وان مزاجه قد يصل الى اتخاذ إجراء غير حكيم ويجعل تصرف بشكل غير متوقع خاصة اذا لم يتم الاعتناء به ورعايته وإعطاء الوقت لكي تهدا أعصابه ولهذا السبب الأخير وجدت من الصعوبة ان انقل انفجارات نوري.

وفي الساعة السابعة وعشرة دقائق ابرق السفير البريطاني في بغداد مايكل رأيت برقيته المرقمة 1267 والموجهة الى وزارة الخارجية البريطانية تحت عنوان: مستعجل وطارئ يقول فيها: سقطت إذاعة بغداد بأيدي الحكومة الثورية منذ الساعة السادسة صباحا على الأقل معلنة قيام الجمهورية العراقية وحكومة يرأسها عبد الكريم قاسم كرئيس للوزراء تضم عناصر قومية بضمنها محمد حديد وصديق شنشل .. هناك مظاهرات تحتفل بقيام الثورة وبحماس والثوار يحاصرون دائرة المعلومات وشعبة القنصلية في السفارة وعددهم بالمئات وقد تم انسحابهم وقد انسحبت قوة حراسة الشرطة اذ أذيع بالراديو التماس الى الجمهور باحترام البعثات الدبلوماسية الأجنبية كافة الموظفين وعوائلهم في أمان وقد تم توجيه النصيحة الى الجالية البريطانية بالبقاء في مساكنها. ثم وجه السفير البريطاني بعد مرور 25 دقيقة برقية أخرى الى الخارجية البريطانية مستعجل وسري يعلمهم فيها بانقطاع الاتصال مع الحكومة الشرعية ويطلب تهيئة لواء مظلي من قبرص مهيأ للحركة عن الحاجة لحماية أرواح المواطنين البريطانيين والأجانب أو لأي سبب أخر . وفي الساعة 11/4 ارسلت وزارة الخارجية البريطانية برقية مستعجلة تحت رقم 142 الى سفارتها في تركيا تسال فيها عن تواجد ملك العراق ونوري او اي من الشخصيات القيادية العراقية في تركيا ثم طلبت استطلاع وجهات النظر التركية التمهيدية حول الموقف في العراق لأنها ذات فائدة.

ثم أجاب السفير البريطاني في الفقرة( جي بوكر)  ببرقية تحت رقم 1087 في 14 تموز 1958 عن برقية وجهتها الخارجية البريطانية الى سفارتها في طهران يقول فيها: إشارة لبرقيتكم المرقمة 853 والمعنونة الى طهران نقل السفير التركي في بغداد ما يلي :

1- تم تدمير السفارة البريطانية ونهب محتوياتها

2- تم إلقاء القبض على اللواء الركن الجنرال غازي الداغستاني.

3- واستنادا الى بعض التقارير فقد قتل فاضل الجمالي

4- لا تتوفر اية أخبار عن توفيق السويدي

5- استنادا الى الإشاعات الواردة من عدة مصادر يحتمل هروب نوري

وفي الخامس عشر من تموز بادرت السفارة الأميركية في بغداد بإعطاء المعلومات اللازمة عن الثورة والموقف في بغداد والتي نقلها السفير البريطاني اللورد هود في واشنطن الى حكومته بالبرقية المرقمة 1905 فوري وموثوق وجاء فيها:

1- المعلومات التالية من تقارير حديثة استلمت من السفارة الأمريكية في بغداد والتي قد تكون ذات أهمية

2- قتل أمريكيان احدهما السيد تولي رئيس شركة بيكتل وكان بين عشرة أشخاص تم أخذهم من قبل العسكريين من فندق بغداد الجديد قبل وصول رأيت وتم القبض عليهم من قبل المتظاهرين

3- ما زالت السفارة الأمريكية تقول انه يبدوا ان الانتفاضة تنحصر في بغداد على الرغم من ان القوة الجوية تبدو مع المتمردين يقصد الثوار وعلقت السفارة على غياب إصدار اي بيان عام من قبل الوزراء المدنيين وغياب اية سياسة متلازمة حول الإعلام والدعاية انهم اي الوزراء المدنيين لعبة بيد العسكر..


* السفير البريطاني يقابل عبد الكريم قاسم :

أرسل السفير البريطاني تقريرا مفصلا آخر عن الأوضاع في بغداد الثورة في نفس الوقت من يوم 15 تموز ومقابلته لعبد الكريم قاسم يقول:

1- قابلت الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ووكيل وزير الدفاع والعقيد الركن عبد السلام عارف نائب رئيس الوزراء ومحمد حديد وزير المالية وذلك في الساعة الثالثة عصر هذا اليوم
2- لقد استفسرت حول الضمانات الرسمية لضمان حياة أرواح المواطنين البريطانيين وممتلكاتهم والتي نحن مسؤولون عنها
3- ثم قلت انه عند الحاجة اطلب الأمان لتسفير المواطنين البريطانيين وكذلك هؤلاء الأشخاص الذين في مسؤوليتنا .
4- قدمت احتجاجا رسميا حول عدم حماية السفارة وأرواح الذين كانوا في الداخل .
5- وكان يبدو عليهم الألم واضحا لإعطاء الانطباع بأنهم متوددين وصريحين.

وفي تقرير آخر مرسل بتاريخ 16 تموز يؤكد السفير البريطاني مثل هذا اللقاء ويضيف في مقابلة لرئيس الوزراء المتمرد ووزيرين آخرين أشرت الى اسميهما يوم أمس قدمت احتجاجا شديد اللهجة ضد الإجراء الذي اتخذ ضد موظفي السفارة وتدمير بنايتها وقلت بان حكومة صاحبة الجلالة تعتبر السلطات العراقية مسؤولة عن الموت والإضرار . ويقول السفير لقد جئت توا من اجتماع مع زملائي السفير الايراني والباكستاني والتركي  والألماني والسوداني وقد اتفقنا جميعا على تقديم الطلبات التالية الى الحكومة العراقية ومنها ضرورة فتح المطار نها را للأغراض التجارية أو أي طائرة أخرى للسماح للأشخاص بالسفر أو دخول العراق بحرية وليس على أساس الجلاء بل السفر الاعتيادي .

*حلف الاطلسي يناقش الموقف في العراق

بناء على طلب الوفد الأمريكي في حلف شمال الأطلسي في باريس بادر الحلف الى الاجتماع الساعة الواحدة من ظهر يوم 15 تموز لمناقشة الأوضاع في العراق بعد اندلاع الثورة وجاء في التقرير : انه اجتمع المجلس بناء على طلب وفد لولايات المتحدة لمناقشة الموقف ومضاعفاته في العراق . ثم تحدث برغس بلهجة أكثر رسمية عن لبنان اذ استلمت حكومته طلبا من الحكومة اللبنانية لتقديم المساعدة العسكرية لحمايتها من التمرد الذي اندلع بترتيب من الخارج ولم تتمكن الولايات المتحدة الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه التماس قطر شرق أوسطي صغير وصديق الى الغرب يطلب المساعدة ضد هذا النمط من العدوان وستصل وحدة طوارئ أمريكية الى لبنان هذا اليوم  غرضها حماية أرواح الأمريكيين فقط ولدعم الحكومة الشرعية افتتحت جلسة البرلمان بنقاش مطول حول الموقف في الشرق الأوسط من خلال وصف التطورات في مجلس الأمن وجلب برغس أمريكا انتباه المجلس الى مسودة قرار الولايات المتحدة وأشار الى ان المملكة المتحدة وممثلي كندا والاثنين في نيويورك قد أيدوا إجراء الولايات المتحدة يقصد به الإنزال الأمريكي في بيروت بقوة 14 الف جندي من مشاة البحرية . وقال شنايل فرنسا بان الممثل الفرنسي في الأمم المتحدة أيد كذلك الولايات المتحدة .

 وأشار بلانكنهورن (المانيا) الى ان الموقف في العراق ما زال غامضا . وقال بلودان(الدنمارك) بان حكومته لم تدرس حتى موضوع الاعتراف بالحكومة المتمردة في بغداد . وأخيرا ظهرت بعض النقاط المتفرقة اذ سال دي ستابروك (بلجيكا) عن صحة الأخبار التي تناقلت موضوع السيطرة على سكرتارية ميثاق بغداد من قبل المتمردين ووضع اليد على كافة وثائق الميثاق .

·       تركيا واحداث الثورة

في صباح يوم 15 تموز تناقلت الصحف التركية أنباء وأخبار ملفقة وكاذبة حول الثورة لإثارة القلق وعدم الاستقرار والعداء للثورة فبادر القنصل البريطاني في اسطنبول الى إبلاغ حكومته بذلك لاستثمارها في حملتها ضد الثورة .فبادر القنصر البريطاني في اسطنبول الى ابلاغ حكومته بذلك لاستثمارها في حملتها ضد الثورة جاء في البرقية المرقمة 134 والموجهة الى وزارة الخارجية البريطانية مستعجل من قبل القنصل العام البريطاني : تناقلت هذا الصباح  الصحافة اسطنبول بان الفعل المضاد ضد الثورة قد ابدى في عدد أماكن من العراق وان هناك بعض الوحدات في الجيش ترفض إطاعة  أوامر الثوار وان المصادمات بدأت خارج بغداد  بين الوحدات الموالية والثائرة في الجيش وان هناك 80 الف من رجال قبيلة ربيعة بقيادة أمير ربيعة تزحف نحو بغداد وانضم اليها بعض وحدات الجيش.

ومن أنقرة أرسل السفير البريطاني السير جي بوكر برقية الى وزارة الخارجية البريطانية رقم 1121 موثوق في الساعة الواحدة من صباح 17 تموز يقول فيها تم إعداد الملاحظات التالية حول الشخصيات التي يقال بأنها تقود الانتفاضة في العراق من قبل السيد بارسونز مساعد الملحق العسكري البريطاني في بغداد سابقا استنادا الى مذكراته الخاصة والتي قد تكون ذات فائدة بهذا الصدد حيث كان السيد بارسونز زميلا مقربا منهم منذ سنة 1954 .

الفريق نجيب الربيعي: (رئيس مجلس الدولة) شخصية انعزالية وغامضة بعض الشئ يقال انه يخفي كرها مريرا وشخصيا للانكليز منذ ان كان في ساند هرست (كلية عسكرية بريطانية) .

عبد الكريم قاسم: (رئيس الوزراء) كان احد أمري الأفواج العراقيين القلائل الذي كان مهتما بالحرب والإدارة على غرار المتبع في الجيش البريطاني .

العقيد ناجي طالب: (وزير الشؤون الاجتماعية) وهو مثل نجيب الربيعي درس في سانت هرست او في وولج تحمل الكثير من المعاملة الخشنة هناك .

العقيد خالد النقشبندي: الحاكم العسكري في بغداد من عائلة كردية مشهورة لها فروعها في تركيا أيضا لا يعطي الانطباع بان شخصيته مؤثرة بالرغم من انه ضابط ركن كفوء.

الزعيم احمد صالح العبدي: الحاكم العسكري في العراق صديق عزيز لي كان امر مدرسة يتصف بالسمنة وبحجمه الكبير شفاف وساخر وسهل.

ويختتم التقرير بالقول ان هذه المجموعة من الضباط تشبه المعيار ناصرا قبل مجيئه الى السلطة ويعتقدون بإيمان أنهم يقدمون الأحسن لبلدهم.

وفي 8 اب 1958 أرسلت وزارة الخارجية البريطانية البريطانية برقية الى سفيرها في طهران رقم 1148 وسفيرها في أنقرة تحت رقم 399 تحثهما فيها بتشجيع ايران وتركيا في نفس الوقت لاقتسام شمال العراق والتحرك ضده في حالة محاولة الجمهورية العربية المتحدة إقامة دولة كردية تابعة لها شمال العراق لتكون جسرا جويا بينها وبين السوفيت وفي رد للسفير البريطاني في أنقرة حول تلك البرقية يشير الى انه يشك كثيرا في احتمال تفكير الأتراك بالقيام بمثل هذه المغامرة في هذه المرحلة ومن ناحية اخرى فاذا ما ظهر ان مثل هذا الخطر حقيقي بقيام دولة كردية تابعة او اذا ما انضم العراق الى الجمهورية العربية المتحدة فقد يظهر هناك موقف جديد اذ ان قيام دولة كردية مستقلة مهما كان انحيازها السياسي فهو لغز بالنسبة للأتراك ولا يسمح الأتراك للأقاليم الشمالية في العراق بان تصبح جزءا من الجمهورية العربية المتحدة دون ان ترد على ذلك بعض الرد وفي مثل هذه الظروف يحتمل ان يتحول الأتراك الى فكرة التدخل المباشر في العراق وربما سوية مع الإيرانيين الا انه لا يحتمل ان يتحركوا دون التأكد من تقديم الدعم الأمريكي ومن المحتمل ان يقرروا تقسيم شمال العراق حاليا بينهم وبين إيران اخذين إقليمي الموصل وكركوك لأنفسهم تاركين الأقاليم الكردية لإيران.

·       السفيرالامريكي يقابل عبد الكريم قاسم:

في مساء يوم 15 تموز قام السفير الأمريكي في بغداد ويلدمور غولمان بمقابلة عبد لكريم قاسم ورافقه في هذه المقابلة العقيد الركن دريد الدملوجي مساعد الملحق العسكري العراقي في واشنطن سابقا وقد ابرق السفير البريطاني في واشنطن برقيته المرقمة 1918 الى وزارة الخارجية البريطانية  مشيرا فيها الى هذه المقابلة ويقول كان قاسم يبدو وديا ومتواضعا وكان يريد ان يخلق الانطباع الجيد عن النظام الجديد وقال سفير الولايات المتحدة لقسام انه جاء لمناقشة بعض القضايا التي تهم المستقبل القريب وقال قاسم موافقا اننا نحن العراقيون نرغب في اقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الاميركية .

ثم طلب السيد غولمان ضمانات معينة لسلامة حياة وممتلكات الأمريكيين واستجاب قاسم لتقديم هذه الضمانات ثم طلب ضمان سلامة خروج الامريكيين اذا ما تقرر جلاؤهم عن العراق فأجاب قاسم أولا ان الضمانات التي قدمها تجعل من غير الضروري الجلاء عن العراق وبعد الإلحاح وافق قاسم على تقديم الضمانات الخاصة بسلامة إخلائهم اذا ما تطلب الأمر.

إرسال تعليق

0 تعليقات