آخر الأخبار

العروبة... بين قاسم وعارف






العروبة... بين قاسم وعارف


عز الدين محمد

في مثل هذا اليوم حدث انقلاب 8 شباط 1963، وهو الانقلاب الذي أدى الى انتهاء مرحلة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم وبداية حقبة جديدة قادتها القوى القومية ( البعث- الناصريّون). لقد كان ينظر دائما الى قاسم باعتباره يمثل الخط الوطني العراقي او القطري كما يسميه خصومه القوميون، بينما يمثل الآخرون التوجه نحو الوحدة العربية التي كان يقودها جمال عبد الناصر.

إلا أن واقع الحال هو أن عبد الكريم قاسم كان قوميا عروبيا محبا لانتمائه العربي معتزا به، وكانت مواقفه واضحة وقوية في دعم الثورة الجزائرية وفي دعم القضية الفلسطينية، إلا أنه كان في هذه النقطة أكثر واقعية ولا يميل الى الضجيج الإعلامي كما كان يحدث في مصر، ولم يكن ينظر الى ناصر على أنه زعيم العروبة الذي تجب طاعته والالتزام برؤيته.

كان يعتقد بان بناء الدولة الوطنية هي المقدمة الصحيحة لبناء دولة الوحدة، وهي وجهة النظر التي صار عبد السلام ثم عبد الرحمن اللذان تركا الشعارات تحت ضغط الواقع ومشاكله، ورفضا أن يكونا جزءً من الضجيج الإعلامي، وهو ما دفع قوميا متشددا هو زميلهما الفريق عارف عبد الرزاق الكبيسي الى القيام بمحاولتين انقلابيتين فاشلتين الأولى ضد عبد السلام والأخرى ضد عبد الرحمن سنة. فرؤية المعارضة شيء ورؤية السلطة شيء آخر.

إرسال تعليق

0 تعليقات