آخر الأخبار

قيادة الحركة الإسلامية فى العراق : اليعقوبى فى مواجهة البعث (25)





قيادة الحركة الإسلامية فى العراق :

اليعقوبى فى مواجهة البعث (25)





من المواقف التي جسدها الشيخ اليعقوبي في مواجهة النظام ألبعثي عندما حاولت الحكومة العراقية أن تفرض على الطالبات خلع الحجاب في الصور التي تثبت على بطاقة دخول الامتحان الوزاري. وما هي إلا خطوة أولى لقرارات جديدة تفرضها الحكومة على المجتمع العراقي المحافظ، وهتك حرمة الإسلام.

استفتي المرجع (الأعلى) –السيد علي السيستاني- في النجف الأشرف عن رأيه في هذه المسألة فكان جوابه الجواز بشروط :
1 ـ أن يكون الملتقط للصورة ممن يحل له النظر إليها كالأخ أو الزوج.

2 ـ أن لا يطلع الرجال على الصورة وإنما تحفظ عند مديرة المدرسة فقط.

فلم يقتنع السائل بالإجابة فعاد ليستفتي الشيخ اليعقوبي عن المسألة نفسها مع ذكره لجواب ذلك المرجع، فكان من ضمن جوابه :
بعد هذه المقدمة أقول ـــ والكلام للشيخ اليعقوبي ـــ إن الجواب الذي ذكره احد المراجع يمكن أن يكون صحيحا وفق القواعد التي ذكروها في علم الأصول، ولكنها إجابة ليست واعية وتفتقر إلى الرؤية المعمقة والبصيرة الثاقبة، وقد نبهنا في المحاضرة التي ألقيناها بمناسبة ميلاد الإمام الحسين (ع) في الثالث من شعبان من العام الماضي 1422 هـ إلى ما سميناه بالفقه الاجتماعي الذي يضيف رؤية جديدة إلى الفقه الفردي المتعارف والمتداول في الرسالة العملية فان إلقاء مثل هذه الإجابة إلى العامة ستفتح الباب واسعا أمامهم إلى المعصية لأنهم سوف لا يقولون إن الحكم في هذه المسالة هو الجواز بشروط وإنما سيقولون لقد أجاز العلماء ذلك بدليل إن نفس السائل حينما أجبته بالمنع قال لكن بعض المراجع أجازوه واكتفى، ولا بد أن نكون واعين وذوي رؤية معمقة وبصيرة ثاقبة في عواقب الأمور ولا نكون كالنعامة التي إذا داهمها خطر دفنت رأسها في التراب لكي لا ترى الخطر وهي واقعة فيه لا محالة بل لا بد أن نعمل على الحذر منه وتجنبه فحينما تواجهنا مثل هذه المسائل لا نحاول أن نجد لها المبررات بما يسمونها بالحيل الشرعية بل نقف بوجهها بحزم واذكر كلمة لبعض أساتذتي ( قدس سره) أُجلها وأحترمها قال: (لا ينبغي أن ننزل الشريعة إلى مستوى الواقع بل علينا أن نرتفع بالواقع إلى مستوى الشريعة) ( ). فإذا كانت الحالة منحرفة وفاسدة أو أنها تؤول إلى ذلك فلا نعمل على تبريرها بل تصحيحها وعلاجها ونرفع الواقع المعاش من مستواه البعيد عن الشريعة إلى قمة الكمال الذي تعمل الشريعة على تحقيقه.
والذي اعتقده إن هذا القرار الذي علمت بكل أسف تعميمه على جميع إدارات المدارس في جميع محافظات العراق ليس صادراً من الجهات العليا لأكثر من أمر :

1 ـ إن القيادة تتبنى الحملة الإيمانية وتعير الاهتمام الواسع بالقران الكريم وهو عمل محمود استفاد منه المجتمع كثيرا وهذه الخطوة ــــ خلع الحجاب ولو لالتقاط صورة فقط ـــ منافٍ بالتأكيد لتعاليم القرآن وصفات المؤمنين بالله حقا.

2 ـ إننا نتعرض لأشرس هجمة ضد الشعوب العربية والإسلامية بقيادة الولايات المتحدة وقد قلنا في مناسبة سابقة أن مواجهة أمريكا والصهاينة لا تكون إلا بالعودة إلى الإسلام لأنهم إنما يحاربوننا من أجل سلخنا عنه، قال تعالى { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217.

فأي ابتعاد عن الإسلام إذن هو انهزام أمام هذا العدو المتغطرس واعتراف له بالنصر علينا لأنه يكون قد حقق مراده فينا ولا ان عاقلا يعين عدوه على نفسه.

قيادة الحركة الإسلامية في العراق

الشيخ : عباس الزيدى
الشيخ : عبد الهادي الزيدي

إرسال تعليق

0 تعليقات