سوريا ما الذى يحصل
فيها
محمود جابر
اكتب اليوم عن سوريا وأنا انظر إلى صورة الراحل الزعيم جمال عبد الناصر فى
رحلته الى دار الخلود وقد لف جثمانه - رحمه الله - بعلم الوحدة المصرىة السورية ....
تلك الوحدة التى قعد منها الجميع مقعد التآمر ليس عليها وحدها بل على مصر وسوريا
وعلى العرب والعروبة ولم يتوقف هذا العداء يوما ما .....
أما ماذا حدث فى سوريا ؟
اعلم أن كل من البعث العراقى والسورى عاشا متصادمين متآمرين كل منهم يفعل
كل ما فى وسعه من ان يسيطر كل منهم على الآخر ....
والتنافس على القيادة ظل يأخذ حالات أفقدت كلا القيادتين بعدهم الايديولجى.
ففى الوقت الذى دعم البعث العراقى الإخوان فى حماة بالمال والسلاح
والمعلومات ... دعم البعث السورى الكرد والإيرانيين فى مواجهة العراق ....
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد من التنافس الذى اتخذ طابع العداء الجنوني .....
ولكن مع الربيع العربى رأت الولايات المتحدة ان تستغل كل الثورات العربية
وتدفع بمجموعات إرهابية من داخل حاضنة الإخوان المسلمين لتفجير اغلب الأقطار
العربية الى كيانات صغيرة عن طريق تنظيمات ارهابية مسلحة تحارب الدولة الأم وتعمل أجهزة
المخابرات على تفكيك الجيوش حتى تتفكك الدول وتنهار وهذا الدور كان ابلغ نموذج له
فى اليمن وليبيا ...
لكن كلا من تونس ومصر استطاعت ان تهرب من هذا المصير بأعجوبة وبقيت كلا من
السودان وسوريا ....
ولكن سوريا قدرها ان فيها مخزون غازى كبير وتقع على حدود قاعدة الناتو
الجنوبية وهى تشترك مع الكيان الصهيونى بحدود مشتركة وهى قاعدة عمليات لروسيا
ولهذا تم الدفع بكل المجرمين وكل الأموال وكل التناقضات فى سوريا ...
سوريا تحملت طوال التسع سنوات الماضية مالا يتحمله احد تحملت تغيرات
ديمغرافية من الداخل من قبل ايران وكان هذا ابتزاز فى مقابل دعمها وتحملت تغير
ديمغرافى من قبل الأتراك ...
وتحملت ان تكون أرضها أرضا مستباحة من قبل الحدود التركية وكن قبل الحدود
العراقية ارسل الحرس الثورى مئات الالف من الباكستان والافغان والعراقيين
والبحرانيين واليمنيين واللبنانيين والإيرانيين وكلهم يعمل بامر وقيادة إيران إضافة
الى حزب الله الذى عمل فى هذا التحالف ولكنه كان دون غيره يحمى بلاده لان الهجمة
على سوريا لن تقف عند حدود سوريا ...
ولعل نجاح الثورة المصرية فى 30 يونية فى اقتلاع الإخوان الذى صرخ رئيسهم
فى مصر يوما وقال " لبيك يا سوريا " وعليك ان تتخيل ماذا لو نجح الاخوان
فى تجنيد وتجيش حوالى 200 ألف أو أكثر من المصريين فى سوريا؟
سوريا تحملت على أرضها مشروعات إقليمية ودولية كثيرة ولكن الجيش العربى
السورى الذى يلقن الأتراك وحلف الناتو والمجموعات الإرهابية دروسا فى القتال والإستراتيجية
وحب الوطن قادرا على ان يعيد سوريا كل سوريا الى حضن الوطن الأم سلام على سوريا
الحبيبة .....
0 تعليقات