محطات تأملية بين
نقد القراءة وقراءة النقد !
علي الأصولي
برزت للسطح المعرفي بصورة عامة ما أسموه بينهم الهرمنيوطقيا أو تعدد
القراءات وكان ظهورها في الوسط المسيحي أولا وما يخص قراءة النص الإنجيلي ومن ثم
تحول ثانيا إلى العالم الإسلامي عموما والإيراني الشيعي خصوصا ،
آمن جماعة من الطبقة الأكاديمية على الأغلب وقلة من المعممين بهذا العلم
والتزموا مخرجاته وأنكره الأكثرية هناك وهم من عامة طبقة رجال الدين ، ولعل أكثرهم
بروزا وخط المعارضين الشيخ لاريجاني والشيخ مصباح يزدي ،
اطلعت بالجملة على أساسيات هذه النظرية ووقفت على جملة من النقودات وتوصلت
إلى نتيجة مفادها هو وجود التطرف من كلا الفريقين ،
مشكلة نقاد القراءة الدينية على ضوء مخرجات تعدد القراءات تكمن بمحاولة إقصاء
المقولات الدينية بقول مطلق وتسفيه بعضها ورفض المتبقي والإبقاء على الشكليات
وحسبها من باب التراث الذي يمكن أن نعتز به في نهاية المطاف ،
ومشكلة المحافظين تكمن بشطب النقد على بكرة أبيه وعدم السماح لأي فكرة لم
تخرج من الجبة الآغائية العلمائية ،
والتلويح بورقة المؤامرات على الدين وأهله ومن هذا القبيل ويفترض برأي
والنصيحة لهذا الفريق وذاك ، أن يتم التخفيف من زخم التوترات وعرض كل فريق دليله
للناس بلا تخويف من بعبع تسلط التراث على الحاضر والمستقبل كما يفعله الناقدون ولا
التذكير بالمؤامرات وبالتالي ضياع مجهودات الافاضل من الفقهاء على مر ألف سنة منذ
الغيبة الكبرى لحد يوم الناس هذا ،
وعلى أي حال قررت ووقت فراغ القلم تناول بعض أهم المحطات لموضوعة نقد
القراءة من جهة وقراءة النقد من جهة أخرى من قلم جاهد كثيرا والمحافظة على توازنه
في عرض وتحليل وتقييم مثل هذه الخلافات وعلى الله التوفيق...
0 تعليقات