القيادة موقف في الصعاب
علي الأصولي
ليست القيادة هي أن
تقود مجموعة ما، كبرت أو صغرت كيفما تشاء وكيفما كان، بل إنها حالة خاصة تتجلى في
كبرى اللحظات الحرجة، فهي بالتالي - أي القيادة - علم قائم بذاته ، ويمكن إجراء
مقارنة بين السيد الصدر وفاسيلي، ففي عام 1962 م حيث الأزمة الأمريكية السوفيتية استنفرت
البحرية الأمريكية قطعتها في البحر وتم إعلان الحظر البحري قرب سواحل كوبا حليفة
السوفيتيين،
في الأثناء كانت
هنالك غواصة نووية روسية في عمق البحر اقتربت من المنطقة دون أن تعلم عن الأحداث
وتعرضت المنطقة التي فوقها لقصف من طائرة أمريكية ما جعل الأمر أكثر خطورة هو أن
صافرة إنذار داخل الغواصة أطلقت لتعلن إطلاق صاروخ نووي أميركي على الأراضي
السوفييتية وتكرر الأمر أكثر من مرة
اعتقد طاقم الغواصة أن
الحرب العالمية الثالثة قد بدأت ولم يكن قادرا على الاتصال بالقيادة بسبب العمق
فقام الطاقم بتجهيز الصواريخ النووية لضرب الأهداف الأمريكية.
كان البروتوكول
العسكري يتطلب موافقة قادة الغواصة الثلاثة..تم التصويت ووافق اثنين ورفض الثالث
وهو الضابط فاسيلي ارخيبوف وأنقذ العالم !
فاسيلي لاحظ أن
الرادار لم يسجل إطلاق صواريخ رغم انطلاق الإنذار لهذا قرر اعتباره إنذارا خاطئا
وتبين لاحقاً أن الإنذار الخاطئ نجم عن عطل في القمر الاصطناعي الذي اعتبر انعكاس أشعة
الشمس على غيوم مرتفعة بمثابة إطلاق صواريخ !
افترض فيما لو وافق
القائد قائد طاقم الغواصة فاسيلي على مقترح الضربة !؟
لاشتعلت المنطقة بحرب
نووية وكان أكثر من 5500 من الصواريخ الموجهة في انتظار الأوامر العسكرية ولمحيت
واشنطن ولندن وباريس من على المنطقة، ولكن لتريث القائد بالقرار لقتل خلق كثير
وضحايا الحروب ، واعتبر قرار فاسيلي من أهم القرارات في تاريخ البشرية ! وتم تمثيل
القصة بفيلم The Man Who Saved the
World (2013) ،
تعال معي للأمر الذي
أصدره الشهيد السعيد آية الله الصدر الأمر الولائي بحسب قياسات أو أقيست الفقه ،
حول وجوب الذهاب
لكربلاء المقدسة، إلا أن جاء المنع الحكومي المباشر بالرفض وإلا فإن النتائج تكون
أجساد المؤمنين تحت سرف دبابات ومدرعات الحرس الخاص والحرس الجمهوري للنظام
المقبور، إلا أن جاءنا المنع من القائد موصولا بالشكر الجزيل، نعم إن القيادة فن
لا يتقنه إلا أهله لا على غرار حقول التجارب مع الفشل المتواصل .
0 تعليقات