فصل الخطاب فيما لا فصل فيه !!!
شيرين حسين
ربما أكون احد الذين عارضوا التوجهات السياسية لأنظمة سياسية حكمت مصر ...وليس سرا أن معارضتي تلك امتدت من عهد الرئيس ناصر (وأنا قومي عربي وناصري )مرورا بالسادات ووصولا إلي مبارك ....
في عهد عبد الناصر كانت تصرفات من كانوا حول الرئيس هو مفتاح توجهي وعلي رأسهم عبد الحكيم عامر ومرورا بشمس بدران وغيرهم ....
وكنت اعلم علم اليقين أن استمرار كل هؤلاء ووجودنا المتضخم باليمن سيعرضنا لكارثة وهزيمة وكنت اعلم أن عبد الناصر لم يكن حاكما مطلقا ولا أود الخوض كثيرا فيما كان ولكن ما أردته وأراده غيري تحقق للأسف بعد هزيمة مريرة موجعة مؤلمة لقلب مصر الصلب وهو الجيش عام 1967 ....وكان الإفراج عني وكان طلبي أن أعود لجامعة القاهرة وان أقاتل من جديد .....وتحقق ما طلبت ....
ورحل عامر وشمس وبدأ عبد الناصر طريق الإصلاح والتطهير بداية من (بيان 30 مارس ) ووصولا إلي إعادة بناء القوات المسلحة وأكمل في فترة قصيرة ما يجب أن يكون .... ولكنه رحل عام 1970 ...
ومن أراد المزيد فعنده القضية 67/6 امن دولة عسكرية عليا التي تتهم طلابا لا يملكون إلا ولائهم لمصر بمحاولة قلب نظام الحكم والاستيلاء علي مقاليده !!
ربما التأمت الجراح ولكنني املك الكثير وربما أفصح عنه وربما يدفن معي .....
كنت اعرف السادات وتاريخه ومن شهود لا يطعن في شهادتهم ومن الأربعينات وعلي رأسهم جمال الشرقاوي وعبد الرحمن الخميسي وبكر الشرقاوي ورشاد مهنا ....
انحني السادات أمام تمثال عبد الناصر في ولايته للحكم واخرج الإخوان من السجون وسمح لهم بالمشاركة السياسية ومهد الطريق إلي معاهدة السلام مع إسرائيل واجبره شعب مصر وجيشها علي حرب أكتوبر وما انتفاضات مصر وانتفاضة الطلاب عام 1972 ببعيد وكنت مشاركا من جامعة القاهرة ....
كنت معارضا ودفعت الثمن نفيا من البلاد مثل غيري وربما حفاظا علي حياتي ....
جاء مبارك .....كان مبشرا أول عهده وأفرج عن جميع من طالهم السادات بالاعتقال من رموز مصر وقتها ورغم اختلاف هويتهم السياسية .....لكنه أكمل طريق السادات وزاد فيه وأعطي المشاركة النيابية للإخوان مقابل التوريث ودشن زواج السلطة بالسياسة وكان مطواعا لكل ما تريده التوجهات الأمريكية وانسحب من إفريقيا وتربع نجله علي لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم وأرخي قبضته لكل من حوله من الفاسدين حتي كان التزوير في مجلس الشعب بقيادة احمد عز خاتمة المطاف وكانت ثورة يناير 2011 هي الخاتمة لحكمه الطويل والمرير ....
في كل اللحظات المريرة في تاريخ مصر كانت مصر الشعب تعتصم بمصر الجيش وتلك معادلة فريدة لمصر العريقة ....اجبر الشعب معتصما بالجيش مبارك علي التنحي وانصاع مبارك وسلم الحكم للجيش لكن الإخوان كانوا هناك بالساحة تنظيما وإعدادا ...ولم تستطع القوي السياسية المصرية المترهلة الفاقدة للتنظيم ان تواجه من احكموا التنظيم ...
صعد الإخوان للحكم واستلم الشعب مواجهتهم ومن نهاية عام 2012 حتي وصلنا ليونيو عام 2013 وكانت ثورة شعبية عارمة اعتصم فيها الشعب بالجيش وأطاع الجيش الشعب وخلع الإخوان وبدأت مصر تلملم الجراح وتعود لوعيها وتنهض .....
ربما كانت إشاراتي المقتضبة حديث شخصي ولكنني لم اعد طامعا في منصب او تكريم ويعلم كثيرون عزوفي ورفضي أحب من اعرف رحلوا وحتي الكثير ممن عاديت من اجل مصر هم كذلك رحلوا .....
مصر وديعة شعبها وجيشها ومصر وشعبها وجيشها وديعة رب العالمين ولن تضيع وديعته وأقول لكم كان أعظم وسام علي صدري أنني احمل جنسية مصر ....وربما تعلم الصقور ما قدمت لمصر ولكنه قدر كل ثائر .....ولقد ولدت ثائرا ...وهكذا بأمر الله سألقي رب العباد
وستبقي مصر حبي فوق كل حب واعلي من عمري وحياتي !!
0 تعليقات