آخر الأخبار

طشة








طشة


هادي جلو مرعي


(الطشة) غير الشطة، ولكنهما يحدثان أثرا حارا في الحلق والأمعاء، وفي العقل وذاكرة المجتمع.


(الطشة) بمعنى الانتشار. فليس من معنى اقرب لذلك من هذا المعنى، ويسمي العوام مايبذرونه في موسم الخريف (الطشاش) أي إنهم (يطشون) البذور اي ينثرونها بعد حرث الأرض.


يستخدم العامة من الناس كلمات غريبة، وليست مألوفة لوصف أفعال بعينها، وسلوك ما قد يكون مرفوضا، أو مستهجنا، أو للتشكيك بنوايا صاحب الفعل.

كما يقال عن الناشطين والصحفيين الذين تنتشر أخبار عن تعرضهم للتهديد، أو لمحاولات اغتيال فاشلة: بانهم يدورون طشة، أي يبحثون عن الشهرة والانتشار، واستدرار عطف الناس ومساندتهم، ومن ثم الحصول على دعم منظمات محلية، ودولية للوصول الى الهدف النهائي، وهو طلب اللجوء.

في حركة الحياة والناس يمكن توقع كل شيء، ولايوجد ماهو نقي بالمطلق، فهناك سيئون مثلما إن هناك صالحون وطيبون، وإذا كان هناك من يبحث عن (الطشة) فإن الأغلب لايبحثون عنها، وهم بالفعل يواجهون المشاكل، ويتلقون التهديد، وهناك أمثلة لايمكن تجاهلها، فعدد ماقتل من الصحفيين يقترب من الخيال، وهم 500 شهيد في ظروف مختلفة، وطوال السنوات التي تلت العام 2003 وإذن يصعب اتهام الضحايا بأنهم باحثون عن الشهرة والانتشار. لمجرد الاشتباه بوجود من يبحث عن ذلك.


ماذا لو مر أحد المشككين من الصحفيين بنوايا زملائهم بموقف مشابه، خاصة إذا تحول التشكيك الى ثقافة، ويصبح كل من يتعرض الى التهديد حتى لو كان تهديدا جديا متهما بأنه باحث عن الشهرة والانتشار والطشة؟

 فاحذروا من ثقافة التشكيك.

إرسال تعليق

0 تعليقات