مطالعات سينمائية ومحاولة لفك الشفرات الرسائلية
!
علي الأصولي
مطالعة ما بين
الحقيقة والخيال ، ما بين الواقع والوهم ، ما بين التكامل والتسافل ، ما بين الحق
والباطل ، تعالوا معي لعرض هذه المشاهدات !
في البدء كان العنوان
( Matrix )
الملخص : شاب يجلس
أمام جهازه الحاسوب ويدعى ( Neo : نيو ) ، يتعرف على شخص آخر في الجهة
الأخرى من الشبكة العنكبوتية واسمه ( Morpheus : مورفيوس) ، يقدم مورفيوس دعوة لنيو لدخول
عالم خاص تشغله الحواسيب والأجهزة الفائقة الذكاء ، ويسمى هذا على العالم باسم ( ماتريكس
: المصفوفة ) ، حيث أن أعضاء هذا العالم يعانون من حرب ضروس مع مجموعة ممن استطاعت
الآلة والحواسيب تسخيرهم لخدمتها ، ومن ذلك استخدام أجسادهم كحقول لاستحلاب الطاقة
الحيوية ، أرسل مورفيوس إحدى العضوات ( Trinity
: ترينيتي ) لجلب نيو إلى الماتريكس، وخيره مورفيوس بين أن يأكل إحدى حبتين
إحداهما ستدخله إلى عالم الماتريكس والأخرى ستجعله إنسانا بسيطا يرى الأمور على
ظاهرها ويعيش حياة عادية كغيره من البشر ...
ومورفيوس يثق ثقة
عمياء في نيو على أنه هو الوحيد المخلص لهم من هذه الحرب وهو من سيجلب لهم
الانتصار، وبهذا تبدأ تفاصيل تدريب نيو على خوض المعارك التي ترتكز على مبدأ حرية
العقل والتفكير بلا حدود للقضاء على الأعداء ، وأيضا تبدأ تفاصيل المعارك
والمطاردات مع عملاء الماتريكس وهم رجال نذروا نفسهم لخدمة الآلة وتسخير البشر
للطاعة لا لغيرها ... هذا باختصار شديد للجزء الأول
وفي الجزء الثاني
باختصار شديد، يلتقي نيو بالأب الروحي الذي صنع الماتريكس والذي يقترح عليه ، أما
أن ينقذ صديقته ترينيتي من الموت وينهار نظام الماتريكس بأكمله وبمن فيه من أعضاء
وتنهار المدينة التي يسكنها في الماتريكس واسمها Zion
، أو يخرج هو وينجو بروحه ويبقى الماتريكس سليما وتستمر الحرب الشعواء بين الطرفين
إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ...
ولكن كيف وصل نيو إلى
الأب الروحي ؟ وصل إليه عن طريق العرافة (Oracle)
التي دلته إلى مكان الأب الروحي ، وأيضا دلته على الطريق إلى صانع المفاتيح الذي
كان مسجونا لرجل (فرنسي) ، فيحرر صانع المفاتيح وينطلق إلى الأب الروحي وهناك يتم
تخييره كما سلف ويختار العودة إلى الماتريكس وإنقاذ صديقته ولو كان ثمن ذلك إنهيار
نظام الماتريكس وهو فيه ... وينجح بالفعل في إنقاذ صديقته ، ثم يعود أدراجه محاولا
الهروب هو وأصحابه من الماتريكس لكن الحرب قد استعرت وأدت تقريبا إلى انتصار غير
واضح الملامح للآليات فجأة ...
حسنا إذن ما لخلاصة
من هذا كله ... ؟
الفيلم عبارة عن
رسالة رمزية مشفرة ، ولم تنطلق هذه الرسالة من فراغ وترف أفكار من صور أحداثه بهذه
الطريقة الاحترافية، تدور أحداثه حول طبيعة وتطلعات المستقبل لا علاقة لي بالهوية
والجنسية لأصحاب هذه الأفكار، وأن كانت قد تكون مهمة ولكن لنتجاوزها،
ذكر أحد المختصين
بهذه الشؤونات ما يلي:
المدينة التي يقطن
فيها رفاق الماتريكس اسمها (Zion) وبالعربية صهيون، حاول أن تقرا وتطالع أقرب
قاموس انجليزي عربي لمعرفة معنى( زيون ) باللغة الإنكليزية ،
فسوف تجد بإن معناها
، جبل صهيون المقدس ، ومن المعلوم بإن هذا الجبل في فلسطين، ولا يؤمن بقدسيته غير
اليهود ، لاعتبارات دينية توراتية تاريخية،
أين يوجد هذا الجبل ؟
في فلسطين ...
وبناء على هذه
القدسية لابد من توفر للمدينة من حماية ولا حماية أفضل من الآلات رفاق الماتريكس، وما
بالنسبة للأسماء فقد تم اختيارها بعنايات دينية على ما يظهر، فموريس إلهة الإغريق
على سبيل المثال .
وترينيتي : الثالوث
بالمسيحية، الأب الروح القدس والابن .
إلخ ... ولا صدفة في
الاختيارات !
وأما الجنسيات
المختارة للبطولة فهي رسائل مبطنة لجهات ودول وتحقيق الأهداف الدينية ، وعلى رأسهم
البطل في القصة الأمريكي الجنسية ( نيو ) وترينيتي الباحثة في الجامعة الأمريكية
روسية الأصل ، والفرنسي له مهمة مع انه بروقراطي لكن وجوده في المشهد له مهمة خاصة
،
بينما صانع المفاتيح
فهو من موطن الأسرار الأولى والحكمة القديمة شرق آسيا والصين تحديدا ، وترمز
مفاتيحه على خزانة أسرار الآباء والأجداد القدماء والصناعات والمنتجات التي غزت
الأسواق حديثا ،
بينما موفيوس مع انه
أمريكي لكن ذا جذور إفريقية إشارة إلى قيام أمريكا على الجهد الإفريقي الاستعبادي،
بينما لم يبقى دورا
للعرب إلا في الكابتن نيوبي المرأة العاملة في الماتريكس، على هامش الأحداث،
وكل هؤلاء في خدمة الأب
الروحي للماتريكس والذي يظهر بوقار وقيافة لا يغادر مجلسه وكرسيه الدوار مع
الشاشات العملاقة وتعدد اتجاهاتها ، يعرف الغرف المظلمة وتاريخ من يريد معرفتهم
وماضيهم وحاضرهم !
عليك بالتفكر برمزية الأب
الروحي ونيو والعرافة صاحبة الجنسية البريطانية ،
ودع عنك جميع ما
ذكرته لك أعلاه !؟
0 تعليقات