كيف تتم صناعة الهوس
و المهووسين؟
د.محمد جابر
الزمان: العام 2015.
المكان: المملكة المتحدة." بريطانيا ".
الحدث: ظهور لاعب كرة قدم مراهق لديه من العمر ستة عشر عاما...هذا اللاعب
هو ريكس سيكو Rex Secco ...لاعب فذ , لديه من المهارات غير العادية الكثير.
تقوم شركة دعاية و إعلان بنشر بعض المعلومات عن اللاعب سيكو على مواقع
التواصل الاجتماعي فيسبوك و تويتر و تعلن أن نادي أرسنال الإنجليزي سيقوم بالتعاقد
مع اللاعب في غضون أيام بمبلغ 34 مليون جنيه إسترليني , ليكون اللاعب سيكو ثاني
أغلى لاعب مراهق يتم التعاقد معه في تاريخ كرة القدم.
تقوم شركة الدعاية و الإعلان الراعية للاعب سيكو بعمل صفحة باسم اللاعب
لإدارة عملية نشر المعلومات عنه لمشجعي كرة القدم البريطانية و العالمية.
و ما هي إلا سويعات قليلة حتى تمتلئ صفحة اللاعب بملايين المعجبين و
المتابعين الذين بلغ عددهم 8 مليون متابع...و يصير اسم اللاعب " Trend أو " تَوَجُّه
عام " بين مستخدمي التواصل الاجتماعي في بريطانيا و تحقق المنشورات عنه أعلى
المشاهدات في أقل من ساعتين من الزمن.
شركة الدعاية و الإعلان تقوم بإبرام صفقات مع الشركات التجارية الراغبة في
نشر إعلاناتها عبر اللاعب الجديد و في أقل من أسبوع تجني مئات الملايين من
الجنيهات الإسترلينية مقابل ترويج اسم اللاعب الذي سيتعاقد مع نادي أرسنال, لمنتجات
هذه الشركات.
ملايين المتابعين و المشجعين يرسلون تعليقاتهم و عبارات الإعجاب بأسلوب و
مهارات اللاعب التي لم يروا مثلها من قبل في ملاعب كرة القدم - على حد تعبيرهم - و
المساندة للاعب سيكو و يتمنون له التوفيق و النجاح في الدوري الإنجليزي و كأس
الرابطة و دوري الأبطال أيضا.
مدير فريق أرسنال أرسين وينجر Arsène Wenger يفاجئ الجميع و يرفض
التعاقد مع اللاعب الصغير ذو المهارات الفذة !
لماذا؟
ما هو السبب الذي يجعل السيد الفرنسي أرسين وينجر رفض الاستعانة بمهارات
اللاعب سيكو و ضمه إلى صفوف أرسنال؟
السبب منطقي للغاية: و هو أنه لا يوجد لاعب أسمه ريكس سيكو من الأساس يعيش
على كوكب الأرض.
الصورة التي نشرتها شركة الدعاية و الإعلان هي صورة تم تركيبها باستخدام
برنامج كمبيوتر .
و تم تأليف اسم له باستخدام عكس حروف كلمة Soccer أو كرة القدم. أما أسمه الأول Rex فمعناه "
ملك " باللغة اللاتينية.
هذه الخدعة أو التجربة أو جريمة النصب و الاحتيال التي جمعت منها شركة
الدعاية ملايين الجنيهات الإسترلينية كانت بمثابة خريطة تسير على خطواتها أجهزة الاستخبارات
التي لها عملاء بدول أخرى...دول شعوبها مستهدفة....عقول يتم التلاعب بها باستخدام
كرة القدم...ثم صناعة فتن و كراهية و أحقاد ...ثم إعلام و صحافة تتوليان إشعال
معارك كلامية على أمل أن تتحول إلى معارك حقيقية على أرض الواقع كما شاهد الجميع
منذ عدة سنوات و بالتحديد يوم الأربعاء 1 فبراير 2012...عندما استغلت قطعان
الإرهاب التشاحن بين مشجعي الأهلي و المصري و ذبحت 74 شاب بريء..في واحدة من أبشع
الجرائم التي حدثت في تاريخ هذا البلد.
هم الآن معكم على مواقع التواصل الاجتماعي...ستجد مقاطع فيديو تصل إليك بها
صراخ و عويل و تحريض و استفزاز ....و ستعتقدون أنهم أشخاص عاديون مثلكم ...يشجعون
كرة القدم...تماماً كما ظننتم في العام 2011 أن الخونة و الجواسيس شباب طاهر و نقي
يريد الصالح العام. كما ستصلكم صور تنمر و سخرية و احتقار لكلا الناديين...و التي
من شأنها تحريض مشجعي كرة القدم الحقيقيين ضد بعضهم.
مواجهة هذه الفتنة الممنهجة و المخطط لها بعناية تستلزم وعى و حرص من كل
الشرفاء. لا تعيد نشر الفتن...لا تردد الشائعات و الأكاذيب.... لا تستضيف أي صورة
بها سخرية و احتقار للغير... لا تتورط في نقاش أو جدال حول كرة القدم...لا تكون
مطية لهؤلاء الأوغاد الخونة الذين كانوا معك على التواصل الاجتماعي في 2011-2013 و
كانت صور حساباتهم الأصابع الأربعة ثم الدائرة الحمراء ثم صور الإرهابيين...كل هذه
الصور اختفت منذ فترة و حل محلها صور عادية جدا....لخداعك و تنويمك ..ثم ضربك.
مازلت أتذكر ردة فعل السيد أرسين وينجر مدير نادي أرسنال على أكذوبة اللاعب
الخيالي عديم الوجود ريكس سيكو و كيف سخر من الحمقى و المغفلين الذين صدقوا
الأكذوبة لدرجة أن أحد هؤلاء المراسلين أكد له أنه شاهد مهارات اللاعب و معجب به
جداً و يستنكر على السيد وينجر رفض ضم اللاعب لفريق أرسنال!
0 تعليقات