آخر الأخبار

المبحث الأول/ معنى القيادة في فكر السيد الشهيد(3)






المبحث الأول/ معنى القيادة في فكر السيد الشهيد(3)

علي الشديدي

بعد أن بيّنا في الحلقتين السابقتين معنى القيادة ومواصفاتها التي يجب أن تتمتع بها، وثبت أن القيادة هي عين الولاية، لابد الآن من بيان أنواع القيادات المشروعة ضمن الفهم الامامي، وعندما نقول أنها مشروعة معنى ذلك أن أي قيادة غيرها هي قيادة غير مشروعة، ومن وجهة نظر السيد الصدر فهي تقسم إلى ستة أنواع هي:

1- القيادة الأولى: النبوة  وهي خاصة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهم مواصفات هذه القيادة هي التبليغ والتطبيق.

2- القيادة الثانية: القيادة المعصومة وهي خاصة إضافة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، الأئمة المعصومين الاثني عشر سلام الله عليهم بحسب الفهم الامامي.

3- القيادة الثالثة: قيادة النيابة الخاصة  وهي بالنص الشخصي المباشر من قبل المعصوم ومثال عليها مالك الاشتر والنواب الأربعة، سواء مارسوا الحكم الفعلي أو لا، ويسمى (النائب الخاص).

4- القيادة الرابعة: القيادة غير المعصومة  وهي التي دون نص مباشر من المعصوم وتعتبر من أجلى مظاهر القيادة وأعلاها للولي الفقيه (رئاسة الدولة الإسلامية) ويسمى (النائب العام).

5- القيادة الخامسة: المرجعية الواعية  وهي لا تتولى الحكم الفعلي وإنما تحاول المحافظة على المستوى العقائدي والسلوكي للقواعد الشعبية وتركز على مفهوم الأحكام الاجتماعية الإسلامية.
6- القيادة السادسة: المرجعية بشكلها التقليدي: وتتصف في الأغلب بالفهم الفردي للإسلام وتحاول غض النظر عن الأحكام الاجتماعية (1).

والكلام حول واقعنا المعاش بشأن هذه القيادات وتخص (القيادة الخامسة والسادسة) بوصفهما أنهما المتيسرتين الآن فقط وطريقة تولي القائد الديني مركز القيادي وتتلخص هذه الطريقة في أمرين:
1- فيما يعود الى المرجع نفسه وهو اتصافه بالصفات المعتبرة في الولاية وأهمها أن يكون فقيهاً عادلاً.

2- فيما يعود الى القواعد الشعبية فإذا شخّص الفرد العادي فقيهاً معيناً على انه هو المؤهل للتقليد وجب عليه تقليده في سائر مهامه الدينية ومن هنا انبثق مصطلح (المرجع والمرجعية) بمعنى القائد الديني الإسلامي لقواعده الشعبية. (2)


ويحذر السيد الشهيد من إتباع غير القيادات أعلاه وهذا ما سنثبته بالتفصيل في المبحث الثاني الخاص بشرائط القيادة، حيث يقول السيد الشهيد في كتاب مسائل وردود/ الجزء الثالث ما نصه:
مسألة (20) ما هي وظيفة المؤمنين في عصر الغيبة الكبرى بالنسبة لأخذ الأحكام الشرعية مع عدم وجود نائب للإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)؟

بسمه تعالى: وظيفتهم هي الرجوع في اخذ الأحكام الشرعية الى مراجع التقليد الجامعين للشرائط حسب ما ورد في الحديث الشريف عن الإمام الحجة أرواحنا فداه (أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم) ولا يجوز الرجوع الى غيرهم في ذلك إطلاقا. (3)

مسألة (29) ما هي وظيفة المرجعية الدينية في عصر الغيبة؟
بسمه تعالى: وظيفة المرجعية الدينية هي تبليغ الأحكام الشرعية كافة وقيادة المجتمع من الناحية الدينية، وهي تشمل كل الحقول الاجتماعية والسياسية لا محالة وخاصة مع القول بالولاية العامة. (4)

ويحذر السيد الشهيد من ما يسمى التوريث العائلي للقيادة كما يحصل في إمامة الزيدية على سبيل المثال، إلاّ إذا توفرت في القائد المواصفات التي ذكرناها سابقا، إذ يقول في هذا النوع من التوريث (أنه مشطوب عليه في المرجعية الامامية، ويكون الحساب مع أولاد المرجع هو الحساب مع أي شخص آخر، من حيث توفر الشروط المعتبرة في أهلية القيادة فيهم، او في احدهم أو عدم توفرها، فإن لم تتوفر – كما هو الأغلب- كان على القواعد الشعبية أن تختار الشخص المؤهل، وإن لم يمت الى المرجع السابق بصلة قرابة أو لغة أو مكان). (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد الصدر. مبحث ولاية الفقيه. تحقيق مؤسسة المنتظر لإحياء تراث آل الصدر، ط 1، مؤسسة مدين للطباعة والنشر، 2013، ص107- 114.
(2) محمد الصدر، المصدر نفسه، ص142- 143.
(3) محمد الصدر. مسائل وردود. الجزء 3، دار ومكتبة البصائر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلام، العراق- النجف الاشرف، 2010، ص12.
(4) محمد الصدر، المصدر نفسه، ص14.
(5) محمد الصدر. مبحث ولاية الفقيه. تحقيق مؤسسة المنتظر لإحياء تراث آل الصدر، ط 1، مؤسسة مدين للطباعة والنشر، 2013، ص145.

إرسال تعليق

0 تعليقات