آخر الأخبار

من المبردة إلى السبلت






من المبردة إلى السبلت

علي الأصولي


في العهد القريب لم يكن لكبار الفقهاء مروحة سقفية في بيوتهم فضلا عن غيرها وقد قرأت قصصا محزنة بهذا المعنى وأن تم تغطيته بالزهادة تارة والفقر تارة أخرى، لكن بالتالي سمعنا بأوضاع قاسية وصلت إلى حد عدم امتلاك وصفة طبيب بعد التكلف والذهاب للطبيب، بل وصلت الحاجة إلى أدنى مستوياتها، ولك أن تتخيل أن تصل أوضاع آل بيتك إلى عدم الكسوة والطعام !

ذكر السيد الحائري قصة في كتابه ( سمو الذات ) رواها حسب المشاهدة والمعايشة لكبير المجددين في الحوزة العلمية اعني السيد محمد باقر الصدر، إذ يقول أدركت الأستاذ الشهيد فيما بعد أيام فقره وفاقته، حينما كان مدرسا معروفا في الحوزة العلمية حيث كان الدرس في مقبرة آل ياسين وفي شدة الحر ولا توجد وسيلة للتبريد حتى تدخل المرحوم السيد عبد الغني الاردبيلي للتوسط بين السيد الشهيد واحد التجار التركمان لشراء مبردة بالقسط وبسعر الكلفة،
وبعد أن عرضت عليه المسألة سكت السيد الشهيد حياء أن يقول ليس عندي ما يسد الأقساط حتى، بينما فهم المرحوم الاردبيلي من هذا السكوت هو الإمضاء، إلا أن تفاجىء السيد الشهيد بالمبردة وسكت على إستيحاء وقام بتسديد المبلغ الشهري بدون علم الطلبة عن كيفية السداد،

أقول أن السيد الشهيد الذي قرأت عن فقره وزهده وورعه في بعض كتابات من عاصره، ربما علم وهو في عالمه وما صارت عليه الأوضاع من بعده،

نعم أن استثمار الدم في البازار السياسي والعرض والطلب قد أوتي أكله، ولم يكتف أنصار باقر الصدر ومحبيه ومريديه بل وبعض طلبته ومتعلقيه عن السبلت بدلا !!

إرسال تعليق

0 تعليقات