بين ترشيح الدليل
وترشيح البيوتات
علي الأصولي
لا كلام وأن تسنم الزعامة الدينية والحوزوية، من كبرى المسؤوليات الجسيمة
التي تقع على شخص المتصدي لهذا المنصب الكبير،
سمعنا قصصا وذات الصلة مفادها الفزع من اتجاه البوصلة لهذا العالم أو لذاك
الفقيه بعد رحيل أسلافهم من أساتذتهم أم غيرهم، ومن هذه الصورة ما نقلها المرحوم
السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده) إذ يقول :
كنت بصحبة والدي المرحوم السيد ميرزا مهدي الشيرازي، وابن عمي المرحوم
السيد أبو القاسم الشيرازي، في مجلس كان فيه المرحوم السيد عبد الهادي الشيرازي
أيضاً، وفي الأثناء جاءنا خبر وفاة المرجع الديني الكبير السيد أبي الحسن
الأصفهاني (قده) فتأسفنا جميعاً وتأثرنا بالخبر المفجع، غير انّ الذي تغيّر لونه
واضطربت أحواله أكثر من الجميع، كان هو الميرزا السيد عبد الهادي الشيرازي (قده)،
حيث إنّه كان مرشحاً من قبل بعض خواص العلماء وأهل الرأي والنظر للزعامة العامة
والمرجعية الدينية، وخوفاً من ذلك بدى الاضطراب عليه وهو يقول مردداً: أستجير
باللّه تعالى مما أخاف وأحذر، وإني يا رب أخاف من ان تصلني مسؤولية الزعامة
والمرجعية، وأحذر من عبئها الثقيل ومسؤوليتها الكبرى، وهكذا بقي مضطرباً من ألم
المصاب ومن خوف المسؤولية.
نعم إذا كانت هذه السيرة الدالة على الورع والاحتياط والخوف من التورط
بزعامة العباد، فهناك صورة أخرى في قبالها وفي الضد منها بالتمام، حيث تعقد
الجلسات الخاصة والاجتماعات الدورية تمهيدا لطرح اسم هذا الفقيه أو ذلك مع ان
الزعامة لا تزال بيد الفقيه الحي الجامع لشرائط التقليد،
وما هذه الاجتماعات إلا لسد طريق من يفكر أو يحاول أن يطرح اسمه وفقا
لقناعات الدليل،
وبالتالي إن الدليل لا يتقدم على البيوتات على الأغلب الأعم في هذه
الإعصار، والحمد لله رب العالمين...
0 تعليقات