آخر الأخبار

المبحث الأول/ معنى القيادة في فكر السيد الشهيد (2)






المبحث الأول/ معنى القيادة في فكر السيد الشهيد (2)

علي الشديدي

 (العلم) هو الصفة الثانية التي يجب على القائد أن يكون متصفاً بها، وهنا لا يكتفي السيد بكون الموصوف (القائد) قد اتصل بالكتاب والسنة بقصد فهمهما والتعمق فيهما واستلهام الأحكام منهما، بل يؤكد إضافة لهما على الثقافة الفقهية الإسلامية لتشمل النواحي الاجتماعية كافة، فيقول (أن يكون للفرد درجة من الرشد الاجتماعي والخبرة السابقة بشؤون الناس والتعامل معهم وحسن مسايرتهم والتعايش معهم، اذ بدون ذلك يكون الفرد عاجزاً عن ممارسة الولاية والقيادة بطبيعة الحال) (1)

أما الصفة الثالثة التي يجب أن يتصف بها القائد المتصدي لقيادة المجتمع هي (العدالة) ولا يكتفي السيد الشهيد عند حدها المتعارف في كونها الملكة التي تمنع صاحبها عن مخالفة الأحكام الشرعية، فهذا أول الكلام، لذلك نراه يؤكد على ما سماه (عدالة ما بعد الوعي) وتتحقق إذا فهم القائد الإسلام فهماً واسعا واعياً شاملاً لسائر الأحكام والقواعد الإسلامية على الصعيدين الفردي والاجتماعي.

ويحذر السيد الشهيد أن يكون القائد غير متصف بهذه الصفات الثلاث بقوله (وان الإسلام ليشجب إعطاء القيادة الإسلامية بيد شخص دون ذلك ولا يكون متصفاً بهذه الصفات) (2) وهذا ما أكد عليه بقوله (والمرجع الجديد لو صح التعبير وإن لم يكن متفقاً مع السيد محمد الصدر بكل التفاصيل، إلا أن المهم فيه هو الإتجاه نحو العدالة الاجتماعية وإنصاف الناس من نفسه كما قيل في الحكمة (قل الحق ولو على نفسك) إدراك المصالح العامة فإن وجدتموه شخصاً من هذا القبيل فتمسكوا به وإلا فدعوه إلى غيره فإن الأنانية في المرجعية هي العنصر الغالب مع الأسف جيلاً بعد جيل وهذا هو المضر حقيقةً في الحوزة خاصةً وفي المجتمع عامةً فأتبعوا شخصاً من المجتهدين ليس مثل هذا الطبع، بل له اتجاه التضحية في سبيل الآخرين، وبذل النفس والنفيس في سبيل دينه ومذهبه) (3).

وتجدر الإشارة هنا الى ان كلام السيد الشهيد هذا يفند كلام بعض السذج بأن المرجعية بعد السيد الشهيد قد توقفت وانه خاتم المراجع، فلو كان كلامهم صحيحاً لما أكد السيد الشهيد على (المرجع الجديد)، بمعنى ان خط المرجعية مستمر حتى لو مات السيد الصدر، فهو حلقة ضمن سلسلة طويلة من العلماء والمصلحين على طول خط الحوزة العلمية الشريفة، فلا يمكن الركون لقول هؤلاء الذين يروجون لهذه الأفكار الضالة والمنحرفة فهذا الاتجاه له أهداف خبيثة فكلامهم لا قيمة له مهما كان قائله.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد الصدر. مبحث ولاية الفقيه. تحقيق مؤسسة المنتظر لإحياء تراث آل الصدر، ط 1، مؤسسة مدين للطباعة والنشر، 2013، ص85.
(2) المصدر نفسه، ص90.
(3) محمد الصدر. خطب الجمعة لشهيد صلاة الجمعة. ط 1، مطبعة البصائر، لبنان، 2013، الجمعة (27)، الخطبة الثانية، ص366.

إرسال تعليق

0 تعليقات