آخر الأخبار

السباحة ضد التيار مجازفة





السباحة ضد التيار مجازفة


علي الأصولي

لا يقتصر مفهوم المجازفة على معنى واحد فهو قابل للتوسع والانطباق على عدة مضامين منها شخصية أو اجتماعية عائلية أو دينية ونحو ذلك ، ولهذا المجازفة هو في طبيعة الخسارة المتوقعة لمن سبح ضد التيار خاصة لمسافات بعيدة ،

عندما قرر السيد الخميني إعلان الثورة ضد الشاه الذي اشتهر في أدبيات الإسلام السياسي بأنه الشرطي الأمريكي في المنطقة ، لم يتفاعل وهذه الثورة الكثير من فقهاء المدرسة التقليدية سواء بالنجف أو في إيران ،

لم يكن الشاه عند جملة من الفقهاء إلا كونه سلطان زمني لا يغفل عن الطقوس الدينية العامة و هو بالتالي #من الطائفة الشيعية ، في ظل منطقة حكامها من الطائفة السنية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، فحكمه من هذه الناحية ولاعتبارات فقهية أخرى له وجه وجيه حسب مبانيهم ،

استعان الشاه ببعض فقهاء البلاط الشاهنشاهي بغية تشويه الثورة الإسلامية وقائدها السيد الخميني آنذاك ، ولم تتعدى طلب الاستعانة من هذه الطبقة المفضوحة إيرانيا وداخل الوسط القمي ، بل استثمر الشاه بعض فتاوى الفقهاء العدول ومبانيهم الفقهية المخالفة لمبنى ولاية الفقيه ؛ في سبيل التقليل من الزخم الثوري العارم في الساحة الإيرانية

نقلت الوثائق الخاصة بالثورة ان الشاه وزع منشورات عن طريق الهلكوبترات ( السمتية ) عبارة عن فتاوى فقهية ( منها صحيحة ومنها منتحلة على فقهاء الشيعة الكبار ) لا تجيز الخروج على النظام  ، فما كان مصير هذه الفتاوى التي سقطت على رؤوس شعب ساحات الثورة إلا أن وضعها الشعب الثائر تحت الأقدام !

نعم ، لم يتعامل الجياع والفقراء والمنهوبة حقوقهم مع الفتاوى التي لم تلحظ وتراعي مشاعرهم وحياتهم المضنية وبؤس العيش ، وعدم معقوليتها وعدم فهم مفتيها لحيثيات الواقع الموضوعي القائم فكانت بالتالي تحت أحذية الثوار تداس في الميادين والشوارع ،

ومن هنا انبه على ضرورة عدم السباحة ضد التيارات الشعبية المحتجة والمسلوبة الحقوق في وضح النهار أمام أنظار أهل الحل والعقد وإلا فالسباحة مجازفة والعرف ببابك

إرسال تعليق

0 تعليقات