آخر الأخبار

رئيس وزراء الجهات الأربعاء








رئيس وزراء الجهات الأربعاء

هادي جلو مرعي

لنبتعد عن فكرة الانشغال بمن هو رئيس وزراء العراق في وقت تحتدم فيه النقاشات حول القضايا الأكثر أهمية التي تعترض طريقه، وعليه أن يلبي اشتراطات بشأنها قاسية وصعبة، ووفقا للتجربة فإن رئيس الوزراء يدرك تلك الصعوبات، ولديه تصورات عنها وإلا فما قيمة قبوله أن يكون رئيسا لوزراء دولة كأنها سفينة تلطمها الأمواج العاتية في بحر من الظلمات لايكاد المرء أن يميز فيه شيئا من جسده، فكيف له أن يميز غيره؟ ولابد لمن قرر أن يكون في هذه السفينة ولايلقي بنفسه منها أن يتحمل الأصوات العالية، والمشاكل التي تبدأ، ولاتكاد تنتهي، وعليه أن يقرر الموقف حتى تنتهي المحنة، أو تنفتح على محن أشد وأقسى.

هناك استحقاقات صعبة لايمكن لرئيس الوزراء تجاوزها، أو غض الطرف عنها، فكل واحدة منها كفيلة بتهشيم زورقه الصغير في خضم العاصفة، وهي استحقاقات مرتبطة بالتحولات السياسية، والوضع الذي وجد العراقيون أنفسهم فيه، ولابديل لهم عن الخوض فيه لأنه ليس دائما تحت سيطرتهم، أو إنهم يستطيعون اتخاذ قرارات بشأنه.

فهناك ماهو خارجي مرتبط بقوى نفوذ كبرى لديها الرغبة في أن ترى العراق بلدا تحكمه إستراتيجية لاتخرج عن نهجها، وتكون مصالحها مؤمنة فيه، وأن تحافظ على مستوى النفوذ الذي أتيح لها في ظروف خاصة، وهو ماسيجعل رئيس الوزراء منشغلا على الدوام، وقد يدفع الثمن باهظا.

هناك استحقاق أول مهم مرتبط بمطالب المتظاهرين الذين خرجوا الى الساحات، ومارسوا أشكالا من الاحتجاج تعجز عن حصرها الإحصائيات، عدا عن الضحايا والجرحى والمشاكل التي نتجت عن وضع معقد على المستوى الاقتصادي والسياسي والأمني، وتعطل مصالح الناس، وتوقف حركة التجارة، وهناك مطالب صعبة ومنها ممكنة وتحتاج جهدا وتنازلات تبدأ من مطلب الانتخابات المبكرة، ومن ثم محاسبة قتلة المتظاهرين، ولاتنتهي بمحاربة الفساد فهي قائمة مفتوحة، يقابلها الاستحقاق الثاني والمتعلق بالطيف السياسي الذي يضع العراقيل والاشتراطات في وجه الرئيس للحصول على مكاسب وامتيازات ومناصب بدرجات مختلفة، وجرى الحديث عن أموال ومنافع جمة سرب القليل عنها، وبقي الكثير مما قد يكشف لاحقا.

بقي الاستحقاق الثالث المرتبط بتلبية اشتراطات الموقف السياسي للقوى الشيعية، والحشد الشعبي، والمحور القريب من إيران، وهو محور لديه شرط مهم هو إخراج القوات الأمريكية من العراق، عدا عن تصورات وأفكار من الصعب أن يسمح لرئيس الوزراء بالخروج عنها، ومطلوب منه أن يلبي تلك الاشتراطات.

يبقى الاستحقاق الرابع المتعلق بالمحور الأمريكي وحلفائه في المنطقة الذين يحاصرون إيران، ويستهدفون قادة الحشد، ويريدون إنهاء أي تأثير، أو وجود لإيران، أو علاقة تربط بغداد بطهران لجهة اتخاذ قرارات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وهو استحقاق ليس هينا، وعلينا مراقبة سلوك رئيس الوزراء الذي قد نضطر للشفقة عليه.

إرسال تعليق

0 تعليقات