آخر الأخبار

من باع الوطن .. من باع الثورة وضيع دماء الشهداء وتضحيات الثوار ..






من باع الوطن ..
من باع الثورة وضيع دماء الشهداء وتضحيات الثوار ..


الصيدلاني علاء الركابي

منذ ٢٣ عاما تخرجت من كلية الصيدلة جامعة بغداد .. وقفنا لترديد القسم .. بقيت صامتا .. خفت ان اقسم وربما لا أكون بارا بقسم التخرج.. لكن ومنذ يوم تخرجت والى هذا اليوم كنت خادما لأهل مدينتي .. وصيدليتي التي فتحتها منذ ٢٠ عاما كانت في خدمة المجتمع طوال الوقت .. حصلت على شهادة الدبلوم العالي في الأدوية والسموم عام ٢٠١١ والماجستير في الأدوية والسموم عام ٢٠١٦ .. ما لايعرفه الناس أني لم احقق ثراءا من عملي ولا أملك شيئا عدى سيارتي الي كسروها مكافحة الشغب يوم اقتحام مخيمنا على الطريق الدولي وهي لا تزال في مركز الشرطة .. لا أملك اي حساب مصرفي في أي بنك ولا أملك اي مبالغ تحت اليد في البيت .. لكن الحمد لله أعيش مستورا ولا أرد مستحقا لمساعدة ..

قبل أن تبدأ هذه الثورة المباركة بقرابة ٤ أشهر كنت أدعو لتشكيل منظمة مجتمع مدني أطلقت عليها اسم الحراك الشعبي من أجل البناء والعمل .. وكانت المكان الذي أضع فيه أحلامي بمستقبل افضل للعراق ومحافظة ذي قار .. كنت أحلم كيف يمكن أن تصبح بغداد و الناصرية والشطرة وغيرها من المدن في العراق مثل دبي و أبو ظبي .. وكنت اشترط على من يريد الأنضمام ان يتعهد بعدم المشاركة في الانتخابات لخمس سنين حتى نعرفه جيدا وكان أملنا ان تتحول هذه المنظمة يوما ما إلى كيان سياسي.. ودائما كنت أقول انكم وبعد خمس سنين ممكن ان تشتركوا في العمل السياسي لكن انا لن اشترك في أي انتخابات لا الآن ولا في المستقبل..

وعندما بدأت الثورة السلمية للشباب يوم ١ تشرين اول ، لم أدخر جهدا وحاولت بكل طاقتي ان ادعم هذه الثورة وأحافظ على ارواح الشباب وانشر الوعي بالمطالب الأساسية وكنت احمل اللافتات ساعات طويلة يوميا .. حاولنا جميعا دائما ان نحافظ على سلميتها .. كل الظروف الصعبة كلها مررنا بها معا .. عشنا الخوف والقلق معا .. جعنا معا .. أكلنا الزاد معا .. ضحينا معا .. نمنا على قواعد الخشب على الشارع والهواء البارد يضرب وجوهنا معا .. طوال ٣ أشهر كنت اغير ملابسي كل ٥ أيام .. اذهب صباحا للدوام وأعود ظهرا للخيمة .. ومنذ بدأ مسلسل الاختطافات والاغتيالات وانا بعيد عن أطفالي منذ ٣ أشهر.. راتبي كان في خدمة الثورة بالكامل طوال هذه المدة .. الآن انا في اجازة بدون راتب لصعوبة الوصول للدوام حتى لا يستهدفني أحد بقصد التأثير على الثورة .. صيدليتي كانت في خدمة الثورة ماديا حيث اسحب مواد من المذاخر وبدل تسديد قيمتها للمذخر استعمل بعضها لدعم المواكب وحملة الأعلام العراقية وتجهيز الأدوية للمفرزة وتجهيز الأدوية للجرحى .. عرضت نفسي وعائلتي للخطر المباشر ووديت العائلة يم أقارب طوال هذه المدة .. كنت في أوقات كثيرة اقف معكم سدا بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب غير مبالي بالرصاص الحي وقنابل الغاز .. كنت لكم ناصحا كأخ طوال الوقت .. لم اقبل ببعض التصرفات والسلوكيات وكنت اعطيكم رأيي وتعرضت بسبب ذلك للأذى.. تحملت من أجل نجاح الثورة الكثير الكثير .. وعرض علييه منصب وزير الصحة خمس مرات خلال٣ أشهر ورفضته رفضا قاطعا وعرض علييه منصب رئيس الوزراء ورفضته و منصب المحافظ أكثر من مرة ورفضته .. قلت لكم مرارا اني لا ابحث عن منصب وأني لن ارشح لمنصب .. قلت لكم ما يدفعني فقط حب وطني وأني أحلم أن يكون العراق متقدما مزدهرا ولو دفعت حياتي ثمنا لذلك .. أعرف صعب يصدق البعض ما أقول ..

أخوتي لم يبق عندي شيء أقدمه وبخلت فيه ابدا .. انا لم ازاود أحدا على وطنيته فلا يستعجل أحد ويزاودني على حب وطني .. والي استعجل وقال عني مالا استحق ، سيعرف ويتأكد بعد حين أنه كان مخطئا جدا وأنه ظلمني وظلم نفسه وسيأتي ويعتذر ان كانت نيته طيبة وسيجد بابي مفتوحا له .. فقضيتنا كبيرة جدا .. هي قضية وطن ومستقبل وطن وأجيال واكبر من ظن البعض وقناعاته الشخصية ..

لست أنا من باع الوطن .. انا بعت نفسي واشتريت الوطن ..

غيري من باع القضية .. من باع القضية من كان يضحك في وجهكم ويكيد بكم .. من باع القضية من كان يتجول ببدلته الأنيقة متعطرا يتزلف لهذا وذاك ويتوسل ان يكون في منصب وزير أو محافظ ..


إرسال تعليق

0 تعليقات