آخر الأخبار

((ولا زال السَامِرِىّ بينَنا)).......






((ولا زال السَامِرِىّ بينَنا)).......

بقلم/ وائل سليمان

_ سَبق وقد أشرنا إلى حالة الفوضى والتدنى الفنى والإعلامي التى تحيط بنا وتُفرَض علينا وتساهم فى تدمير ما بقى من قيم وأخلاق.، وشَبْهْنَا صانعو هذا النوع الردئ من الإعلام والسينما والدراما والغناء والكتابة "بِالسامرىّ" الذى صنع عِجلاً لِيُضِل به بنى إسرائيل الذين استجابوا له فخرجوا بإرادتهم من رحاب الإيمان إلى دائرة الكُفر،

_وكما أشرنا إلى الداء.. اجتهدنا فى طرح الدواء، وأكدنا أن العلاج والوقاية فى يد الجهات المختصة إن هى أرادت الإصلاح.، وإن أدركت خطورة التدمير الناعم والممنهج لأهم ركائز الأمن القومى المصرى.. "الإنسان والمواطن" المُستهدَف الأول والأخير فى حروب الجيل الرابع والخامس،

وطلبنا من الدولة إن كانت جادة، أن تقضى على "سامرِيِّوا" هذا الزمان.، وأن تقدم لِبَنى أمَتِنا البديل الصالح،

_ وتأملنا خيراً بعد أن هدأت نسبياً عاصفة الفوضى التى هَبَت على أرضنا، وزاد تفاؤلنا بعد تشكيل المجلس الأعلى للإعلام بِكِلتا هيئتيه ولِجَانه المعاونة لمتابعة المُخرَج الفنى والإعلامى الذى يدخل بيوتنا عنوة ودون استئذان،

_ومن شدة فرحتنا بَالغنا فى التفاؤل وظننا أن الدولة الرشيدة قد عادت بهيبتها كما عاد موسى من غيبته ليحاسب المخطئين ويصوب مسار الجانحين، واستبشرنا خيراً بعدما رأينا بعض الكرامات الرقابية والتدابير العقابية فى حق المارقين، وظننا أن الدولة أخيراً قد نزعت عنها عباءة هارون وتلقفت عصا موسى وأحكمت عليها قبضتها،

_ ولكن مع مرور الوقت ثبت لنا سذاجتنا وإسرافنا فى تفاؤلنا، فلا يزال السامِرِىّ يقف فى محراب الفن والثقافة وفى صروح الإعلام وفى بلاط صاحبة الجلالة مدنساً.. وممسكاً بخيوطهم التى تزهق أخلاقنا وهويتنا ببطء..
وما أراد أحداً..!! أو تجرأ على ردعه إلى الآن،

_ وما زاد من ضِيقى وغضبى تلك القنوات الفضائية والشركات الفنية المحسوبة على الدولة، أو بمعنى أوضح وأصدق "التابعة" لبعض الجهات الرسمية بالدولة،

فقد بدا جلياً أن تلك الجهات قد أسندت الأمر إلى غير أهله ممن لا يملكون الضمير المهنى الذى لابد أن يتسق مع الضمير الوطنى والأخلاقى فى تلك المرحلة الحرجة من عُمر بلادنا،

أتحدث اليوم عن تردى المُنتَج الفنى والإعلامى ومَبْلَغَه من التدنى والخُبث الذى يفوح منه بتحدى رغبة قطاعات كبيرة فى بلادى إنطلقت أصواتها صارخةً رافضة لكل هذا العبث، منادية وداعية إلى حتمية التخلص من هذا الوباء الذى ضرب مجتمعنا بكل فئاته.،

_ سألقى بغضبى وحيرتى أمامك عزيزى القارئ وأمام المسؤولين، لعل أحدكم يأتى بالإجابة أو يجد الحل،

_ فما هو الهدف من السكوت أمام هذا الكم من التجاوزات الفنية والرياضية والإعلامية، وكل هذه الأحداث والقصص الذى يتفنن صانعوها فى أساليب القتل وسيناريوهات الإنتقام من المصريين بفرض القبح والتدنى والإبتذال؟!!،

فماذا تركوا إذاً لعِصابات المال والمخدرات والسلاح.

_ عُذرا.. فلن أقبل جدالاً ساذجاً أو خبيثاً بداعى الحقوق والحريات، فلا إبداع ولا إقناع ممن نسى مسؤوليته الوطنية والأخلاقية والمهنية، وطار مُحَلِقاً فى عالم اللا نَقد.. واللا ممنوع.. واللا حِساب،

_ أوليس من الأفضل والأجدر بنا فى ظل مرحلة خطورتها لا تخفى على أحد، أن نركز فقط على كل ما يسهم فى إحياء منظومة القيم المجتمعية والأخلاقية والتأسيس لدولة القانون وترسيخ مفاهيم الكفاح والعمل الشريف؟،

_خلاصة القول.. أنه ما زال هناك خَللاً وقصوراً حكومياً فى إدارة ملف الفن والإعلام، وفى ضبط المشهد العام بأكمله.. برغم ما يُبدَىَ من نوايا أو يُعلن ويُتَخَذ من خطوات وإجراءات،
إلا أن البطء والضعف كانا دائماً سمةً كاشفة وغالبة عليها،

_ ناقوس خطر ندقه من جديد بكل أمانة إدراكاً منا لخطورة المرحلة ولقوة السلاح المستخدم فى تلك الحرب الدائرة، ولإحتياج "المُستهدف فيها" إلى الدعم الأخلاقى والتوعوى بدلاً من حشو سَمعه وبصره وغزو عقله ونفسه بأباطيل ونفايات مُغَلَفَة "بسوليفان" مُبهِر من الديمقراطية والحرية والإبداع.

إرسال تعليق

0 تعليقات