وأن من الحسد ما قتل
علي الأصولي
قالوا : وأن من الحب
ما قتل، وليس وحده الحب ربما ما يقتل بل الحسد كذلك، قص السيد شهادب الدين المرعشي
النجفي قصة نقلت عنه مفادها ،
كان والدي - السيد
محمود - يحضر درس المحقق الآخوند صاحب الكفاية الشيخ محمد كاظم الخراساني ، وكنت
أرفقه في الطريق ، وكان يرى شخصاً ممن تلبس بزي أهل العلم ، وما كان يراه والدي
إلا ويدعو عليه قائلاً : اللهم اخذله في الدنيا والآخرة.
وسمعت ذلك مرارً منه
، فسألته يوماً عن سبب ذلك ، فقال والدي :
{ هذا الذي تراه كان
يحضر مع شيخ آخر من بلدته درس الآخوند ، وكان الأستاذ يمدح صاحبه بالذكاء والفطنة
، وأنّه به اشتعلت فتيلة الحسد في وجود هذا الشيخ ، وفي يوم أبتلى صاحبه بالزكام ،
وكنت عنده لعيادته فدخل هذا الشيخ وقال له : عندي دواءك فجاءه بمسحوق ووضعه في
أناء وناوله ، وبعد سويعة أخذ المسكين يتقيّأ ، ويتغير لونه ، وبعد ساعات أرتحل
إلى جوار ربّه ، وعلمنا أنّه سقاه السمّ ، وذلك من شدة حسده ، وقد أيتم أربعة
أطفال من حنان الأب أنتهى
نعم أن الحسد الذي
دفع بهذا الاخوندي الأبله لأن يقدم على ارتكاب جريمة القتل بحق زميله كان سببه
المنافسة والخوف من تصدر المقتول للواجهة وأفول أسم القاتل عن المشهد العلمي
والاجتماعي،
الجرائم من قبيل قتل
الشخص تحولت فيما بعد إلى جرائم قتل الشخصية وإسقاط سمعته وتشويه صورته،
وقد سمعنا وسمعتم كيف
قتل الشهيد الأول بل قد شهدنا وشهدتم كيف قتل الشهيد الثاني، لم يقدم المنفذ
والأمر بالقتل إلا بعد تمهيد قتل الشخصية وإسقاطها اجتماعيا،
عانى الشهيد الثاني
من بعض الممارسات الحوزوية التي مورست بحقه أكثر مما عانى من السلطة الجائرة،
وإذا كان النظام لا
يعرف الشهيد ومنزلته ومقامه فما عذر من عاصره وعرف صدقه وورعه وتقواه واجتهاده،
نعم بلحاظ المقام
الباطني لم يعرف السيد الشهيد إلا الله وما دونه فهم في مقامات أدنى ضع يدك على من
تشاء.
من الأسماء التي عرفت
أو اشتهرت بعرفانيتها ، كان من كانت هذه الأسماء،
كيف لا ، وقد فتح
السيد الشهيد الصدر الثاني(رض) بابا للعرفان لم يطرق منذ عصر المعصومين(ع) لحد
كتابة هذه السطور، ولا ارغب بتوسيع هذا المطلب في هذا المقام...
فسلام عليه يوم ولد
ويوم استشهد ويوم يبعث حيا، واخذل من خذله وافضح من قتله...
0 تعليقات