نصيحتي المخلصة
لرئيس الوزراء
هادي جلو مرعي
مشاكل جمة في انتظار الحكومة المقبلة التي يراد لها أن تقوم بدور الأنبياء
والمنقذين والرجال أصحاب القدرات الخارقة، والبطولات التي تسجل في مدونات التاريخ
كأمجاد تحسب لمن قام بها، وهو دور لن يجد من في الحكومة عذرا يواجه به منتقديه في
حال التقصير في التدبير لاعتبارات مرتبطة بنوع الوعود، والعهود التي أطلقها رئيس
الوزراء محمد توفيق علاوي، ومن يؤيد ترشيحه، والذين لم يمانعوا في الترشيح، والذين
يرفضونه، وعارضوا الترشيح. وكل هؤلاء سيقفون له على الطريق، ويسألونه عن التقصير،
وعن عدم الإيفاء بالوعود، هذا عدا عن سعي أطراف لإفشاله، وأخرى لإظهاره بصورة
الرئيس الذي فشل في المهمة، ثم إنهم لن يرحموه كما فعلوا بمن سبقه، وكانوا أيدوهم،
وتحالفوا معهم، وهذا في السياسة ممكن لأنها لعبة المصالح، وليست فكرا، أو أدبا،
والسياسة ليست قصيدة، كذلك من خرجوا في التظاهرات فسيكونون أقوى واشد في النقد
لأنهم اعترضوا عليه، وهم ينتظرون أداء يؤكد ماذهبوا إليه.
نصيحتي المخلصة لرئيس الوزراء ان يعمل على ترسيخ فكرة أساسية، وهي أن يؤكد
مايذهب إليه المتظاهرون، وزعامات، وقوى سياسية، بأن مهمة الحكومة المقبلة ليست الإصلاحات،
ومحاربة الفساد لأن المدة الزمنية التي وضعها المتظاهرون، وزعامات سياسية والتي
تفصل بين منح علاوي الثقة، وبين إجراء الانتخابات لاتتجاوز السبعة أشهر وفق شرط
المتظاهرين، والتسعة أشهر حسب تصريحات بعض الزعامات، فهي إذن حكومة انتخابات،
وليست حكومة إصلاحات، ومن غير الممكن أن يقوم رئيس الوزراء بمثل هذه المدة الزمنية
المحدودة بمحاربة الفساد، ووضع المفسدين في السجون، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة،
ووضع إستراتيجية اقتصادية واضحة.
وإذن فالمهمة الموكلة بالرئيس هي التحضير للانتخابات، مع القيام بأدوار
تتعلق بكل ماذكرناه وفقا للإمكانات المتاحة كأن يتم التحقيق في مقتل المتظاهرين
والناشطين والصحفيين، فالمتظاهرون لايريدون الطبقة السياسية الحالية، ويراهنون على
الانتخابات، بينما تعبر قوى تقليدية عن ثقتها بالنجاح فيها، ولذلك دعونا نركز على الانتخابات
فما بعدها ليس كما قبلها.
0 تعليقات