آخر الأخبار

الإصلاح الديني... حل أم مشكلة جديدة؟





الإصلاح الديني... حل أم مشكلة جديدة؟


عز الدين محمد

مسالة الإصلاح ليست مسألة سهلة، وليست مهمة هينة، فهي تحتاج إلى نظرية للرؤية، وهذا ما لا يمكن تحصيله بمجرد القراءة، ولا تملك أدوات الفقه قدرة للوصول إليه.. انه يحتاج إلى نظرية فهم ونظرية عمل، تحتاج إلى ذكاء وجودة ذهن وتوفيق.. تحتاج إلى فهم للحاضر وفهم للمستقبل.

تحتاج إلى خروج من الأطر الفكرية الجاهزة المذهبية أو الكلامية، لأنها أطر قديمة استنفذت قدرتها على تقديم الحلول. تحتاج إلى فهم للواقع، الواقع بما هو لا كما نتصوره أو نريده أن يكون. ليست قادرة حتى على استرجاع "القيم" الدينية المستلبة، فضلا عن قدرتها على تكوين رؤية جديدة وجدية.

الإصلاح الديني يمكن أن يحقق نجاحا بل نجاحات بسبب ثقة الناس بالدين، أو قابلية الطرح الديني على الإقناع وتجاوز المنطق أحيانا، وممارسة القهر ضد الأخر بطريقة غير عنيفة.

لكنه في النهاية سيفشل، لأسباب كثيرة، سوف يفقد طاقته للتغيير ويتحول إلى ارث أو إلى دكاكين أو مؤسسات أو إلى حزب، وبالنتيجة سيكون مشروعا للكسب المالي، وبالتالي سيمثل مشكلة جديدة بل أن يكون حلا.

نحتاج إلى إصلاح اجتماعي، إلى تجديد دور العقل، إلى دعم القيم الأخلاقية وتخليصها من الفقه "القديم"، نحتاج إلى قيم الحياة المدنيّة، نحن بحاجة إلى الإصلاح الاجتماعي.

أما الإصلاح الديني، فنحن بحاجة إليه، لكن حتى تتوفر إمكانياته وحتى يعي المهتمون به شروطه الموضوعية، حتى ذلك فنحن بحاجة إلى وعي جديد إلى إصلاح اجتماعي حقيقي.

إرسال تعليق

0 تعليقات