آخر الأخبار

كاربون 14 … C14: (٥)






كاربون 14 … C14: (٥)

د. عبد الصمد الدغيمى


كان أكثر ما أثار اندهاشي، وأنا أقرأ مقالا على الشبكة العنكبوتية : أن عدد الأديان وطوائفها حول العالم قد تجاوز 4200 فرقة، يعتقد أهل كل منها أنهم أصحاب الحق والحقيقة دون سواهم.. هذا وما زالت الانقسامات والانشقاقات مستمرة.

كان ذلك بمثابة اللغز المحير لي وقته، منذ 10 سنوات خلت!

* أيكفي أن يولد إحدانا لأبويين من ديانة ما دليلا له، على مصداقيتها وكأنه من شعب الله المختار..؟!


* إن كانت جميع تلك الأديان تتعبد إله واحد أوجد هذا الكون البديع. فلماذا اختلفت وتمايزت، إن لم تكن شرائعها بشرية..؟!


* كيف نشأت كل تلك الأديان، ولماذا ما زالت تتوالد..؟!


·        ماذا لو كانت جميعها مزيفة ومزورة..؟! ومن صناعة البشر بحد ذاتهم؟


دفعني فضولي إلى البحث والتقصي، كانت عيناي تلمعان من شدة الإثارة وأنا أقرأ النتائج التي اقترحها محرك البحث، من حسن طالعي إني في عصر المعلوماتية، ولكن للأسف أغلب نتائج البحث تعتمد وجهة النظر الدينية والتي لم أكن أجهلها، كنتُ أبحث عن أجوبة علمية غير مستندة على تفاسير دينية. أرغب في معرفة وجهات النظر الأخرى. لم تكن تفاضل بين الأديان، بل كانت تقارن بين ما تقدمه تلك الأديان من أجوبة وبين ما يقدمه العلم. كنتُ أُدرك جيدا إنه من شروط البحث الموضوعي والحيادي التخلي عن المسلمات والأفكار المسبقة، وخاصة تلك التي ورثتها أو برمجت عليها. يجب ان ترفع حصانة التقديس عن أي وثن في فكري. سواء كان بشرا أو كتابا. ولو مؤقتا ريثما أُنهي بحثي.


أخيرا أهدأتُ الى بعض صفحات التواصل الاجتماعي : ماذا لو؟…هذا ما وجدنا عليه آباءنا، تنوير بلا حدود & Enlightenment Without Borders ، قصة الاديان.


صفحات تنتقد الأديان نقد موضوعي دون تطرف ولا تجريح، وتقدم أجوبة مقنعة ومنطقية، وترد على أسئلتها واستفساراتها. تذكرت إحدى قواعد العشق الأربعون، وكأنها في هذه اللحظة فهمت مغزاها ...


تقول القاعدة الثانية والثلاثون : ( يجب ألا يحول شىء بين نفسك وبين الله ، لا أئمة ولا قساوسة ولا أحبار ولا أي وصي آخر على الزعامة الأخلاقية أو الدينية، ولا السادة الروحيون،، ولا حتى إيمانك ...آمن بقيمك ومبادئك لكن لا تفرضها على الآخرين .. وإذا كنت تحطم قلوب الآخرين .. فمهما كانت العقيدة الدينية التى تعتنقها فهى ليست عقيدة دينية جيدة .. ابتعد عن عبادة الأصنام بجميع أنواعها لأنها تشوه رؤيتك ..ليكن الله ، والله وحده دليلك .. تعلم الحقيقة لكن احرص على ألا تصنع من الحقائق التى تتكون لديك أوثانا )...




…يتبع…

إرسال تعليق

0 تعليقات