آخر الأخبار

كاربون 14 … C14: (٤)









كاربون 14 … C14: (٤)

د. عبد الصمد الدغيمى



التاريخ … ربما لم يكن التاريخ شغفك يوما؛ لم يكن ذلك الفرع من الآداب الإنسانية هو طموحك، ولكنه ما لبث أن أصبحت مأسورا لسحره وحكاياه، لكن لو أدمنت على التنقيب في خفاياه، ستستمتع باكتشاف ذلك "الإبداع التزويري'' إن صح التعبير، متخيلا تفاصيله.



لم يخطر ببالك يوما سبب استفراد الأديان في سرد روايتها عن التاريخ، فأغلب الناس لا يعرفون شيئا عن تاريخ ما قبل نشوء الأديان إلا من خلال كتبهم الدينية، وكأنها حقائق دون الاستناد على أي دليل أو أثر اركيولوجي، اعتقدوا إن تلك الأساطير والقصص هي التاريخ الحقيقي للبشرية، في حين أن علماء الآثار والتاريخ يكتشفون كل يوم وساعة زيف تلك الأوهام والخرافات.



التاريخ هو ما نقش على الرقم الحجرية والفخارية، وليس ما ورد في الكتب الدينية.



هل تساءلت يوما عن صحة ما جاء في تلك الكتب من قصص، كالطوفان العرمرم، وانشقاق القمر، ومجاعة السنوات السبع، وفراعنة مصر، ونمرود بابل، وأصحاب الأخدود والكهف، وابن الإله الذي ذكرته الثقافة الإنسانية 13 مرة بمختلف العصور.


ولكن أكثر ما سيُثير استهجانك، وسيكون بمثابة النقطة التي تُفيض الكأس، هو ذلك التلاعب بالتقويم القمري، والذي جعل شهر رمضان ( وفق منهجيتهم) يأتي في غير ميعاده المتعاد، وهو المقدس لأجل ميقاته، وكذلك الحج والأشهر الحرام (إن صحت طقوسهم أصلا)، والأدهى والأمَرّْ هو تواطئ كل رجال الدين، باختلاف مذاهبهم، على إخفاء تلك القضية، واعتماد التضليل ان اضطروا على الخوض فيها؛ عندها سيتبين لك أن الأمر لم يعدو كونه استئثار بالسلطة، وكل ما دون ذلك … بل هو وسيلة لغايتها.


ومن الأسئلة المحرجة حقا، هو: من هو الشيطان؟ فكانت مجرد خدعة دينية تفترض أن الشيطان مخلوق من نار يسهل عليه السيطرة على العقل وتوجيهه، مصورة الإله كحاكم مستبد بحاجة إلى عدو دائم لشعبه، يبرر له حكمه وتعسفه، وتخوين من لا يعتقد ويؤمن برسالاته المزعومة.



كثيرا من الأفكار ستبدأ تنهار في ذهنك وتتداعى، أفكارا كنت أسيرا لها طوال حياتك، ستُحس بأن الأديان أشبه ما تكون بقلعة كبيرة من الأحكام والشرائع، ولكنها بنيت على فكرة صغيرة ما أن تتزعزع، حتى تصبح هباءا منثورا. ستتيقن أن الشك وحده هو سبيلك للحقيقة، تلك التي طالما حُجب سطوع نورها عن أهل الجهل والظلمات.


ستُربكك تلك الحالة الذهنية الجديدة، وأنت الذي اعتاد على تفسير كل أمور حياته معتمدا على برمجته الدينية، ستحس بالوحدة.... ، بل الأصح بالغربة، وستبدأ تشعر بالشقاء في نعيم العقل، ولكنه في الوقت ذاته سينتابك شعور لم يسبق له مثيل في حياتك، سوف تتحرر من كل الأصنام والمقدسات التي كثيراً ما أفسدت اختيارك لقرارتك، سوف تولد من جديد، ولكن هذه المرة من رحم عقلك.



…يُتبع…

إرسال تعليق

0 تعليقات