آخر الأخبار

في ذكرى مولد السبط الشهيد (1)









عز الدين البغدادي


هل رضع الحسين (ع) من أصبع جده (ص)؟!


يصادف يوم الثالث من شعبان ذكرى ولادة الحسين بن علي (ع) سبط النبي (ص) وسيد شباب أهل الجنة، ومما يذكر في خبر ولادته أنّ أم الفضل أرضعت الحسين من لبن ابنها قثم، وأم الفضل هي لبابة بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب وأم أولاده، قيل بأنها كانت أول امرأة أسلمت بعد خديجة.



وقد ذكر أنها رأت رؤيا أخافتها، فجاءت إلى النبي (ص) وأخبرته أنها رأت فيما يرى النائم كأن عضوا من عضاء النبي (ص) في بيتها، فجاءت إلى النبي (ص) وهي خائفة وأخبرته برؤياها، فقال لها: خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فترضعيه بلبن قثم، فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم.


إلا أن ابن شهر آشوب ذكر خبرا بغير سند قال فيه: وروي أنّ فاطمة اعتلّت لما ولدت الحسين وجفّ لبنُها فطلب رسول الله (ص) مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها ويجعل الله له في إبهام رسول الله رزقا يغذوه.



وفي خبر ضعيف عن محمد بن يحيى عن علي بن اسماعيل عن محمد بن عمر والزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله قال: لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام) ولا من أنثى. كان يؤتى به النبي (ص) فيضع إبهامه في فيه. فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث.



وفي خبر مرسل عن أبي الحسن الرضا (ع) أنّ النبي (ص) كان يؤتى به الحسين؛ فيلقمه لسانه فيمصّه فيجتزئ به، ولم يرتضع من أنثى.



ورغم صعوبة هذا الخبر وضعفه، فقد شاع جدا بين الخطباء وأصحاب المنابر، وليس هذا بغريب أبدا عن طريقة معظمهم.


عموما الأمر ممكن بنفسه ولو من من ناحية الإيمان لا العقل، لكنكونه ممكنا لا يعني أنه واقع فعل، لأنه لم يثبت، اذ لم يرو عن أحد ممن يعتمد عليه في الرواية، كما إنّه معارض بما روي من إرضاع أم الفضل له، فلأجل ذلك يستبعد ويطرح، لا سيما أنه يكون أقرب ما يكون إلى الأسطورة..


والله اعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات