مع الشيعة في مصر (3)
صالح الوردانى
دخلت في صدام مع
الضرغامي حيث تبين لي أنه يتاجر بالشيعة والتشيع..
ويتلقى أموالا من
شيعة القطيف والمدينة ولا يصل للشيعة منها شئ..
وكان أيضا يقوم
بتوريد عمال وموظفين للمنطقة الشرقية مقابل عمولة..
ويرفض توريد احد من
الشيعة حتى لا يفتضح أمره بخصوص العمولة..
وحدث أن اصطدم به بعض
الشيعة الفقراء بسبب هذه الأمر..
وهو لم ينجح في تأسيس
أسرة صالحة فقد كان متزوجا امرأة متسلطة تستحوذ عليه ولا توجد رائحة للتشيع داخل
هذه الأسرة..
وفوق هذا كان يتاجر
بزواج المتعة ويوفر النساء للوافدين من شيعة الخليج..
وقد قام واحد من
خصومه بتسريب هذا الخبر الى مجلة روز اليوسف..
وكنت متواجدا فيها
وقتها ولم يكن بإمكاني منع نشر الخبر..
فتحدثت مع الصحفى
الذي بيده الخبر - وهو الآن مقدم برامج شهير بالقنوات الفضائية- وطلبت منه أن ينشر
بيان باسم الشيعة حول زواج المتعة..
وتم نشر المقال ومعه
البيان تحت عنوان شبكات زواج المتعة وكان موضوع الغلاف..
ولم يكن الضرغامي هذا
فقيها أو متكلما..
ولم يكن له وزن بين
الشيعة..
فقط كان يرتدي
العمامة السوداء كلما سافر الى الخارج لجمع الأموال باسم الشيعة..
وادعي أنه وكيل
الخوئي في مصر وقتها وأنه من خريجي الأزهر وحوزة النجف..
وقد طالبته مرارا
بإظهار ما يثبت ذلك فكان يتهرب..
ولما توفي الخوئي
أعلن أنه حصل على وكالة الكلبكاني..
وقد بذلت جهدا كبيرا
في تحذير من يمولوه وتنبيههم دون جدوى..
ووصل الخبر الى الأمن
واستدعيت للتحقيق..
قال المحقق لى أن
خلافك معه لكونه يرفض أن يقتسم معك ما يتحصل عليه من مال..
إلا أن الغريب أنه لم
يتخذ ضده أي إجراء..
وكان قد تم القبض على
الشيعة للمرة الثانية عام 1989م تحت نفس المسمى السابق: التنظيم الشيعي الخمينى..
إلا أن الاعتقالات
شملت شيعة محافظات الشمال خارج القاهرة..
ولم يمس هذا الشخص
بسوء..
وفي صدامى معه لم
يتحرك أحد من الشيعة لمناصرتي بل كانوا يتشككون في موقفي منه..
إلا أن هذا لم يوقف
حملتي عليه والتشهير به في الداخل والخارج..
وأمام هذه الحملة
فوجئت به يسافر لسوريا سرا مع شخص آخر مشبوه ادعى التشيع ويحصل على وكالة الشيرازي..
وعندما عاد لمصر أعلن
وكالته للشيرازي..
وتواتر العديد من رسل
الشيرازية الى مصر لدعمه..
واتصل بى بعضهم من
أجل تسوية الخلاف معه..
وكان ردى هو أنه ليس
بينى وبينه خلاف أنما هو موقف..
والفرق كبير بين
الخلاف والموقف..
فقال لى أحد هؤلاء
الرسل بالحرف الواحد : إن السيد الشيرازي قد اختاره..
وأخذ يشرح ما مفاده
أن مخالفة هذا الأمر هو من الإثم..
وكان ردي عليه أن
المصريين تشيعوا بعقولهم ولا يعرفون خوئي ولا شيرازي إنما يعرفون أهل البيت..
وأننا لسنا دمى
يحركها قابع في قم لا يدري عن واقعنا شيئاً..
حاول التيار الشيرازى
اختراق شيعة مصر وتثبيت قدمه فيها..
إلا أن محاولاته باءت
بالفشل..
لكنه تمكن من استقطاب
الضرغامي أو الضرغامي هو الذي التصق بهم من أجل تحصين نفسه..
وتمكن من استقطاب بعض
المصريين الذين كانوا يدرسون في قم..
وكنت من المتصدين
لهذا التيار الرافض وجوده في مصر..
وفي منتصف التسعينيات
أخبرني أحد تلاميذي أن هناك وافد من الخارج يريد أن يلتقى بك..
ولم تكن في تلك
الفترة هواتف محموله ولا حرية تداول للنقد الأجنبي..
ولما التقيت بهذا
الوافد وجدته شابا صغيرا في منتصف العشرينات يدرس في قم ويحمل جواز سفر سعودي
عائلي..
ولما فاتحته بالمطلوب
أخبرنى أنه قادم من الكويت ومعه مبلغ (150) ألف جنيه موقوف لبناء حسينية للشيعة في
مصر..
وطلب منى مساعدته في
تحقيق هذا الأمر ..
ولما سألته عن الجهة
التي أرسلته رفض أن يخبرنى..
وشككت في أمره واكتشفت
أنه مبعوث من قبل الشيرازيين..
وأنه قد التقي
بوكيلهم المزعوم قبل أن يلقاني..
وأن الهدف من اتصاله
بي هو استخدامى كجسر يمرون عليه من اجل تثبيت قدمهم في مصر..
ولما فشل في مهمته
قرر العودة للكويت وطلب منى مساعدته في إيداع المبلغ الذي بحوذته في أحد المصارف
فكلفت تلميذي بهذه المهمة..
وتم إيداع المبلغ في
أحد البنوك الخاصة عن طريق أحد قريبات هذا التلميذ العاملة في المصرف..
وأشاع الضرغامى أنني
اختلفت مع هذا الطالب بسبب رفضه تسليمى ما معه من أموال..
إلا أنني فوجئت بعدها
بتلميذي يخبرني أن قريبته العاملة في المصرف أخبرته أن الشخص العربي الذى أحضرته
جاء إلينا وهو مكبل بالأغلال وتحت الحراسة وتم سحب المبلغ من قبل رجال الأمن..
وظل هذا الطالب
محتجزاً مدة ستة شهور ثم أخلى سبيله..
وهنا جهزت نفسي ومن
معى للاعتقال..
فقد تيقنا أن الدور
سوف يصيبنا.. إلا أنه لم يحدث شئ بفضل الله..
أما قصة هذا الطالب
باختصار فتتلخص في أنه كان قادما لملاقاة شخص كانوا يعدونه ليكون رجلهم في مصر..
وهذا الشخص كان في قم
مع أسرته وهو عامل بسيط.. إلا أنه بمجرد عودته لمصر تم القبض عليه.. وعندما جاء
هذا الطالب كان هذا الشخص معتقلا.. والظاهر أنه اعترف على الطالب أثناء التحقيق
معه..
الا ان الأمن لم
يستدل على عنوانه فانتظروه في المطار حيث تم القبض عليه أثناء عودته للكويت.. والمهم
في هذا الأمر أننى اتهمت من قبل الشيرازيين أنني الذي أبلغت الأمن عنه.. واستوليت
على المبلغ.. ومنذ ذلك الحين أعلن الشيرازيون الحرب على.. وأشاعوا أنى عميل للأمن..
ولا تزال هذه الحرب
مستمرة حتى اليوم..
0 تعليقات