اغتيالات خفية
د.أحمد دبيان
ظلت المراجع الطبية
تروج وعلى مدار مائتي عام ، ان نابليون بونابرت قد مات بسرطان المعدة ،
وبأن الكورسيكي
العظيم والذى تم نفيه لسانت هيلانه ، والذى ظل يواظب على الهرب من أسره ومنفاه
السابق فى ألبا .
كان يعانى من ورم
خبيث فى المعدة .
وقد أسموا نوع منه
باسم
Napoleon disease
ثبت لاحقاً
وبالقراءات التاريخية المتجددة ، والوثائق المفرج عنها ان نابوليون وعن طريق حاكم
سانت هيلانة كان يتعرض يومياً لجرعات صغيرة منتظمة من الزرنيخ ،
Arsenic
وهى ما كانت تسبب
شكواه المستمرة من المعدة ، وبتحليل خصلات شعره بعد استخراج جثته ، والتى لم
تأكلها الأرض وظلت محتفظة بلامحه التشريحية حين اخرجوها بعد قرابة العشرين عاماً
لنقلها لفرنسا بعد وفاته لم تتحلل (وقد كان هذا من تأثير الزرنيخ ) والتى قد وجد
آثار السم فيها .
ننتقل الى القائد
الوطنى محمد بو خروبة وهو المناضل العظيم والشهير بالرئيس هوارى بو مدين والذى ظل
يعانى من فقدان للوزن والتهابات بكتيرية متكررة حتى تم تشخيصه
بمرض نادر من أنواع
الليمفوما
Waldenström's macroglobulinemia.
وبعد رحلة علاجية
فاشلة توفى الرئيس العظيم والذى أقضت سياساته فرنسا وامم شركات النفط الجزائرية
وكان احد المحاور الحقيقية للقومية العربية واستراتيجيتها للتحرر الوطنى .
والى الدكتور وديع
حداد
احد أهم مناضلى
ومنسقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
والذى مات فجأة بعد
ان تدهورت حالته الصحية ، وتم تشخيصه باللوكيميا بسبب انهيار تام فى النخاع الشوكى
.
ثبت لاحقاً ان
الموساد قد دس له سماً بكميات قليلة وعلى مدار مدد متفاوتة عن طريق عميل عراقى فى
الشيكولاته البلجيكية التى كان يعشقها حداد.
نسرد هذا لننتقل الى
الرحيل المبكر الملغز للزعيم جمال عبد الناصر والذى تضاربت شهادات حالته المرضية
حتى من طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب حفيد محروس باشا حبيب ، عين أعيان
المنوفية من قرية زاوية الناعورة مركز الشهداء .
والذى ورد فى مذكراته
كمحاولة لنفى إصابة الرئيس عبد الناصر بالسكر البرونزى بأنه قد تم حقن الرئيس
بجرعة
عقار HB419
Glybenzcyclamide
وان البنكرياس قد
أظهر إستجابة بافراز هرمون الانسولين حسب التحليل الذى تم فى ألمانيا فى أولم
كدلالة على ان مرض السكرى الذى أصيب به الرئيس من النوع الثانى الذى يتم علاجه
بالأقراص وهذا لا ينفى أبداً ان السكر البرونزى قد يستجيب فى البداية للأدوية
الفمية حتى يحدث التلف الكامل او الجزئى الكبير للبنكرياس ويحتاج وقتها المريض
للإنسولين .
من العجيب فى مذكرات
الدكتور الصاوى حبيب انه فى معرض ذكر عميد العلاج الطبيعى على العطفى الجاسوس
والذى ينفى انه قد كان المدلك الخاص لعبد الناصر وهو ما نتفق معه فيه ذكر انه فد
أهين وسجن بتهمة العمالة لإسرائيل !!!!!
ايضاً الدكتور الصاوى
حبيب كان جراحاً وحاصل على دبلوم الجراحة وتخصص بعدها فى المسالك البولية ثم جراحة
العظام لحين انتقاله من القوات المسلحة الى رئاسة الجمهورية وهنا تحول لدراسة
الأمراض الباطنية !!!
أى ان تدريبه
الاكلينيكى والعملى فى المستشفيات التى عمل بها كان موجها نحو الجراحة ولكنه لم
ينل تدريبا عملياً متقدماً فى أمراض الباطنة الى ان انتهى للحصول على دبلوم أمراض
الباطنة وهو فى رياسة الجمهورية .
ثم تقدم للحصول على
دكتوراة امراض الباطنة وهو ايضاً ما يجعل معلوماته النظرية جيدة ولكن يطل تساؤل هل
كان تدريبه العملى بنفس الجودة فى تخصص الأمراض الباطنية ؟!!
يناقض الدكتور الصاوى
نفسه حين يذكر انه فى يومى ٩-١٠ أغسطس عام ١٩٦٧ ظهر الاسيتون فى البول لدى الرئيس
عبد الناصر ما يجعل استمراره فى العلاج بالأدوية الفمية غير مستحب بعدها .
كانت لسياسات الزعيم
جمال عبد الناصر ونضاله الفضل الأكبر فى التحرر الوطنى وتعطيل سياسات ملئ الفراغ
لكى ترث امريكا الامبراطورية البريطانية و قوض الأحلاف وكان الوحيد من زعماء مصر
الوطنيين الذى أمن مصر سياسياً وجغرافياً بسياسته للتحرر من التبعية والاستعمار
الرئيس ناصر تم تشخيص
مرضه بال
Hemochromatosis
وهو مرض يتسبب فى
ترسيب الحديد فى الجسم ويؤدى لتلف البنكرياس والكبد ويؤدى لنوع من السكر
يدعى السكر البرونزي
او
ال
Bronze diabetes
وهو سكر مقاوم للأدوية
الفمية فى مراحله المتأخرة ويكون ويكون الوحيد وقتها هو الإنسولين كما ذكرنا
قد تسبب ال
hemochromatosis
والذى من ضمن أسبابه
التعرض لجرعات صغيرة عالية متكررة من الحديد وسميته
والذى أدى الى السكر
البرونزي بسبب تدمير البنكرياس لترسب الحديد به ما أدى لاحقا إلى تصلب الشرايين
وأزمتين قلبيتين بعد معاناته من آلام التهاب الأعصاب فى الساقين بسبب عدم التحكم
الجيد فى مستوى السكر .
والأزمة الأخيرة كانت
سبب الصدمة القلبية
Cardiogenic shock
والتى أدت للوفاة يوم
٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.
0 تعليقات