آخر الأخبار

السيد الشهيد الصدر والتخطيط للقياده من بعده (8)










السيد الشهيد الصدر والتخطيط للقياده من بعده (8)



علي الشديدي




المبحث الثاني/ شروط القيادة عند السيد الشهيد (5)



الدليل السابع: ما ذكره السيد الشهيد في درس البحث الفقهي سنة 1419هـ وستشعر بمقدار الألم والحسرة في كلامه من محاولة البعض بحصر الاجتهاد والمرجعية في جهة معينة، وكسل البعض الآخر وعدم السعي لتحصيل الاجتهاد بقوله: (في حين نحن نريد والله يريد وأمير المؤمنين يريد وليس السيد محمد الصدر ليس له قيمة خلي يولي، يريدوا إننا في أسرع وقت نحصل علماً معتداً به لكي ننفع الناس لأن القيادة الحقيقية والدينية والاخروية بيد الحوزة، فإذا كلهم جهلاء، ضم الناقص الى الناقص لا ينتج كمالاً، ... في حين أن الأطروحة التي طرحتها ليس فقط إفادة الآخرين هذا من الضروريات الذي قلته قبل قليل التي لا ينبغي مجرد الإشارة إليها لأن توضيح الواضحات لغو حبيبي، وإنما الهدف الآخر ما هو؟


 إيجاد المراجع لأن الموت مستحق طبعاً بالشيبة والمراجع بالخصوص سواء كان موتاً حتف الأنف أو موتاً بحادث، المهم على أنه لو نظرنا الى كم سنة، بعد عشر سنين أو أقل أو أزيد لم نجد مرجعاً إطلاقاً، لعله لا في إيران ولا في العراق ولا في لبنان من هؤلاء الموجودين، يأتي عليهم القدر جميعاً، حتى السيد محمد الصدر، فإلى من يرجع الشيعة، أين يعطون وجوههم حبيبي؟ من هو القائد والموجه الديني سوف يكون؟ إنما ينبغي أن يتبرعم من الأسفل، أي تتعبون على أنفسكم بالتدريج، فيصلح جماعة منكم في علم الله لعله حتى واحد لا يعلم بنفسه أنه سوف يكون مرجعاً، لكنه إذا وفق شرائط معينة قابل لأن يحصل على الاجتهاد، يحصل على المرجعية، يحصل على الأعلمية، ولماذا لا؟ كل واحد يائس وجالس وساكت، من قبيل ذاك يقول نحن لو قتلنا أنفسنا لا نفهم الكفاية، لا يحتمل أن نفهم الكفاية إطلاقاً، ... لا يأس من روح الله، وخلقة الإنسان عظيمة وعقله كبير، فقط ماذا؟ عليك بالمفتاح وهو ماذا؟ هو العمل، أي التحصيل والجد، ليس أكثر من ذلك، إذاً بالتأكيد واجب كفائي تحصيل المراجع والوجوب الكفائي الهي وليس أنا إلاّ ناقل التمر الى هجر، فإذا كان قصّر أي واحد منكم، أنا طبعاً ساقط تكليفي شخصياً لأنه أنا عملت ومشيت ووصلت، بهذا المعنى على أي حال، لكنه تكليف أي واحد منكم، فلو لم يحصل مراجع في المستقبل كلكم معاقبون، لا أستثني منكم أي واحد، ليس في المسجد بل الحوزة كلها، ... هل هذا شيء مقبول؟ ... كذلك بيت الله المعنوي، الذي هو الدين والذي هو المذهب والذي هو الحوزة، لا ينبغي أن تخلو من المراجع بطبيعة الحال، وهذا خطر أعظم في المستقبل ... سبحان الله، وهذا هو الجريمة الكبرى التي نحن ندخل الخنجر الى صدورنا لا أكثر ولا أقل بعد بكيفكم حبيبي، اختاروا احد الطريقين أما الجنة وأما النار لا ثالث لهما، فإن تريدوا التجهيل تفضلوا كونوا جاهلين، والله تعالى يعلم ما في نفوسنا ونفوسكم ليس أكثر من ذلك، فإنما هي محاولة لتجهيل الحوزة العلمية لا أكثر، حتى لا يحصل مراجع في المستقبل، يختارون المراجع الذي يريدون، ... أما العامة، فرشة الحوزة العلمية، فينبغي أن نتخلص من مرجعيتها واجتهادها إطلاقاً، الذي لا يكون مجتهد هم يصير مرجع بله في يوم من الأيام؟ لا يحتمل أن يكون مرجع، لأن المرجعية إنما بالتقليد، ...). (1)

وهنا عدة نقاط مهمة جداً يجدر الإشارة إليها:

1/ القيادة الحقيقية والدينية والأخروية بيد الحوزة متمثلة بالمراجع فقط، وان النفع الحقيقي والأساسي هو بالاجتهاد والمرجعية.


2/ ان الهدف الأساسي للسيد الشهيد هو إيجاد المراجع للمستقبل، بحيث كان قلقاً من عدم وجود مراجع بعده، لأن المرجع هو القائد والموجه الديني واعتبر وجوده واجب كفائي الهي.

3/ الوصول للاجتهاد تكليف لكل طلبته والمرتبطين به، وإذا لم يحصلوا عليه فهم معاقبون وكل الحوزة معاقبة ولا يستثني أحد من ذلك.


4/ عدم إيجاد مراجع للمستقبل هو جريمة كبرى ويعد بمثابة إدخال الخنجر الى صدورنا.


5/ هناك جهات لا تريد إيجاد المراجع مستقبلاً لتجهيل الحوزة وإبقاء سيطرة جماعة عليها لكي يختاروا من يريدوه فقط.







ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للاستماع لكلام السيد الشهيد:

إرسال تعليق

0 تعليقات